Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 104, Ayat: 4-9)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثمَّ قال سبحانه : { كَلاَّ } ردعاً له عن حسبانه واغتراره ، وخطأ رأيه وطغيانه ؛ يعني : من أين يتأتى ويتيسر له الخلود والدوام فيها ؟ ! والله { لَيُنبَذَنَّ } ويطرحن يوم الجزاء { فِي ٱلْحُطَمَةِ } [ الهمزة : 4 ] أي : النار التي من شأنها أنها تحطم وتكسر وتفني من يطرح فيها . ثمَّ أبهمها تهويلاً ، فقال : { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْحُطَمَةُ } [ الهمزة : 5 ] المعدة لتعذيبه . ثمَّ فسرها ؛ لكونه أدخل في التهويل والتفظيع بقوله : { نَارُ ٱللَّهِ ٱلْمُوقَدَةُ * ٱلَّتِي تَطَّلِعُ } [ الهمزة : 6 - 7 ] وتعلوا { عَلَى ٱلأَفْئِدَةِ } [ الهمزة : 7 ] والأكباد ؛ أي : حرقُها وإيلامها غير مختص بظواهر الجلود ، بل يسري إلى البواطن أيضاً ، كما أ ، أثر الهمز واللزم اللذين هما سببا التعديل بهذه الحطمة سيشمل ظواهر الناس وبواطنهم . بالجملة : { إِنَّهَا } أي : النار الموقودة الإلهية { عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ } [ الهمزة : 8 ] أي : مطبقة عليهم ، محيطة بهم ، محفوفة بحواشيهم وحواليهم ، وهم حينئذٍ مشدودون ، موثَّقون بأيديهم وأرجلهم . { فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةِ } [ الهمزة : 9 ] أي : أعمدة وأخشاب طوال مثقوبة ، ومن أعناقهم بالسلاسل والأغلال ، ألاَ وهي مصورة من سلاسل الآمال وأغلال الأماني التي هم مقيدون بها في بقعة الإمكان . أعاذنا الله وعموم عباده منها . خاتمة السورة عليك أيها الموحد المحمدي الوجِل الخائف عن مقتضيات القهر الإلهي وموجبات غضبه أن تعتدل في عموم أخلاقك وأطوارك ، وتعيش بين بني نوعك هيناً ليناً ، فرحان بلا مماراة ومخاصمة ، تصاحبهم وتداريهم على وجه الوفاق والملاطفة ، بلا شوب الشقاق والنفاق . وبالجملة : ترجِّهم على نفسك في كل الأمور ، وتراعيهم حسب المقدور فإن رعايتك إياهم ، وترجيح جانبهم يؤدي إلى مراعاة جانب الحق وترجيحه . وبالجملة : أحسن إليهم كما أحسن الله لك ، فكن من المحسنين ، واعبد ربك في كل ذرة حتى يأتيك اليقين .