Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 107, Ayat: 1-7)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَرَأَيْتَ } أي : هل عرفت وأبصرت المعاند الكاذب { ٱلَّذِي يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ } [ الماعون : 1 ] أي : بيوم الجزاء والحساب الموعود ؛ لتنقيد الأعمال والأفعال الجارية في نشأة الاختبار ؟ . { فَذَلِكَ } المكذب المنكر هو { ٱلَّذِي يَدُعُّ } ويدفع بالعنف المفرط { ٱلْيَتِيمَ } [ الماعون : 2 ] الذي جاءه لينفعه من ماله الذي كان عنده ؛ لكونه قيماً ووصيّاً له ، قيل : هو الوليد بن المغيرة ، وقيل غيره ، وما ذلك إلاَّ من غاية بخله وخساسته . { وَ } من شدة بخله وخساسته وإمساكه المفرط { لاَ يَحُضُّ } لا يحث أحداً { عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ } [ الماعون : 3 ] يعني : هو لا يطعم ولا يرضى أيضاً بإطعام الغير من شدة شحه وإمساكه ، هذا أمارة تكذيبه بالدين والجزاء بحسب الظاهر . أمَّا بحسب الباطن { فَوَيْلٌ } عظيم وعذاب أليم { لِّلْمُصَلِّينَ } [ الماعون : 4 ] المكذبين بيوم الجزاء ، المنكرين لمعالم الدين المستبين ؛ لأنهم { ٱلَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ } [ الماعون : 5 ] غافلون ، لا يحافظون عليها في أوقاتها المحفوظة لها ، ولا يواظبون على إقامتها . بل هم { ٱلَّذِينَ هُمْ يُرَآءُونَ } [ الماعون : 6 ] بها على رءوس الملأ ، ويتركونها في خلواتهم ؛ لعدم اعتدادهم واعتقادهم بها ، وما يترتب عليها من الجزاء مع تهاونهم وتكاسلهم في الصلاة التي هي عماد الدين وأعلى مراسم التوحيد واليقين . { وَيَمْنَعُونَ ٱلْمَاعُونَ } [ الماعون : 7 ] أي : الزكاة المهذبة لنفوسهم عن الشح المستهجن والتقتير المستقبح ، والفتوات المؤدية إلى عموم الحسنات والخيرات المسقطة للمروءات . خاتمة السورة عليك أيها الطالب لطريق الحق ، الحقيق بالإطاعة والاتِّباع أن تهذب ظاهرك وباطنك عن مطلق الرذائل المنافية للعدالة الإلهية ، وتخلي سرك عن الالتفات إلى ما سوى الحق ؛ لتكون صلاتك منك ميلاً حقيقياً إلى الله ، ومعراجاً معنوياً موصلاً إلى توحيده . وإياك إياك المراء والمجادلة مع بني نوعك ، والاستكبار عليهم ، وإظهار الثروة والسيادة فيما بينهم بالمَّال والجاه ، فإنه يميت قلبك ، ويزيد في هواك ، ويبعدك عن مولاك ، تضرك في أولاك وأخراك .