Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 50-53)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَ } بعدما تناسل قوم نوح وتكاثرت أمم منهم ، فاستكبروا عن طريق التوحيد واتخذوا الأصنام والأوثان آلهة ، أرسلنا { إِلَىٰ عَادٍ } العادين عن طريق الحق ، المتجاوزين عن صراط التوحيد ظلماً وعدواناً { أَخَاهُمْ هُوداً } ليهديهم إلى طريق الحق وصراط مستقيم { قَالَ } بعدما أوحينا إليه آذنا له بتذكير قومه : { يٰقَوْمِ } أضافهم إلى هفسه تحنناً و إشفاقاً على ما هو مقتضى الإرشاد { ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ } الواحد الأحد الصمد الذي لا إله إل هو واعتقدوا { مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ } يعبد بالحق ويرجع إليه ما في الأمور { غَيْرُهُ } إذ لا موجود سواه ولا إله إلا هو { إِنْ أَنتُمْ } أي : ما أنتم بعدما ظهر الحق باتخاذ الأوثان آلهة غيره { إِلاَّ مُفْتَرُونَ } [ هود : 50 ] مبطلون في اتخاذها افتراء ومراء . { يٰقَوْمِ } اسمعوا قولي واتعظوا به وامضوا بمقتضاه واقبلوا نصحي ؛ إذ { لاۤ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً } ولا أطلب منكم عوضاً ، بل أنا مأمور بالتبليغ والتذكير من عند العليم الخبير { إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى ٱلَّذِي فَطَرَنِيۤ } أي : بعثني بالإرشاد والإهداء ، أتشكون في أمري وتترددون في شأني وتذكيري ونصحي ؟ { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } [ هود : 51 ] وتستعملون عقولكم في أفعالكم القبيحة وأعمالكم الفاسدة الناكبة عن طريق الاعتدال الذي هو صراط الله الأقوم الأعدل ؟ ! . { وَ } بعدما ازدادوا الإصرار والاستكبار ، أخذهم الله بعقم الأرحام والأمطار فاضطروا ، قال هود عليه السلام : { يٰقَوْمِ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ } من فرطاتكم وهفواتكم ، واطلبوا المغفرة والنجاة منه { ثُمَّ تُوبُوۤاْ } واسترجعوا { إِلَيْهِ } نادمين مخلصين { يُرْسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيْكُمْ } بأمر الله تفضلاً وامتناناً { مِّدْرَاراً } أمطاراً كثيرة على سبيل التتابع والإدرار { وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ } أي : يضاعف أولادكم التي هو قوة ظهوركم { وَ } عليكم أن { لاَ تَتَوَلَّوْاْ } على الله حال كونكم { مُجْرِمِينَ } [ هود : 52 ] معرضين وعن رسله مصرين على ما أنتم عليه . { قَالُواْ } بعما سمعوا منه ما سمعوا : { يٰهُودُ } نادوه استحقاراً له واستكباراً عليه { مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ } واضحة مثبتة لدعواك حتى نقبل منك قولك { وَ } بعدما لم تجيء إلينا بالبينة الملجئة ما كان نعتقدك صادقاً صدوقاً ثقة حتى نقبل قولك بلا بينة ، اترك ما أنت عليه من الدعوة الفاسدة ؛ إذ { مَا نَحْنُ بِتَارِكِيۤ آلِهَتِنَا } التي وجدنا آباءنا لها عاكفين { عَن قَوْلِكَ } أي : عن مجرد دعواك لا بينة ودليل { وَ } بالجملة : { مَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ } [ هود : 53 ] مصدقين لك بلا شاهد وبينة .