Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 110, Ayat: 1-3)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِذَا جَآءَ نَصْرُ ٱللَّهِ } أي : إذا جاءك يا أكمل الرسل وعد الله الذي وعدك أن ينصرك على جميع أعدائك ، ويظهر دينك على الأديان كلها { وَٱلْفَتْحُ } [ النصر : 1 ] الذي أخبرك الحق بقوله : { إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً } [ الفتح : 1 ] . { وَ } بعدما جاءك الفتح والنصر الموعود آن لك وكمل ظهورك واستيلاؤك على عموم الأعادي ، وظهر دينك على سائر الأديان { رَأَيْتَ ٱلنَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفْوَاجاً } [ النصر : 2 ] فوجاً فوجاً ، فرقةً فرقةً ، بعدما كانوا يدخلون فيه فرادى فرادى . { فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ } يا أكمل الرسل ؛ شكراً لما أعطاك جميع ما وعدك ، وفتح عليك الآفاق ، وأتم ببعثتك وظهورك محاسن الشيم ومكارم الأخلاق { وَٱسْتَغْفِرْهُ } واطلب منه العفو والغفران من لدنه ؛ هضماً لنفسك وفرطاتك ؛ إذ قلمَّا يخلو المبشر من الخطر . { إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً } [ النصر : 3 ] يغفر من استغفر له ، ويقبل توبة من أناب إليه أيضاً ، سيما إذا كانت مقرونة بالإخلاص . وبعدما نزلت هذه السورة ، وأمر سبحانه صلى الله عليه وسلم بالحمد والاستغفار ، تغمم الأصحاب وتحزنوا ، وفهموا منها أن أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قرُب ، فودَّعه الحق ، وأمره بالحمد والاستغفار ؛ لذلك سما هذه السورة سورة التوديع أيضاً . خاتمة السورة عليك أيها الطالب للنجاة الأخروية والراغب إلى اللذات اللدنية الروحانية الموعودة فيها أن تستغفر إلى الله ، وتسترجع نحوه في أوقاتك وحالاتك ، وتفوض أمورك كلها إليه ، وتتخذه وكيلاً ، وتجعله حسيباً وكفيلاً ، فلك أن تواظب على الطاعات والعبادات ، وتجتنب عن مطلق المحارم والمنكرات ، يحفظك الحق عن جميع الملمَّات ويوصلك إلى عموم المهمات بفضله ولطفه .