Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 278-281)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } أي : مقتضى إيمانكم اختيار التقوى والعزيمة الخالصة في جميع الأعمال المأمورة لكم ، والاجتناب عن الرخص فيها { وَذَرُواْ } اتركوا { مَا بَقِيَ } لكم { مِنَ ٱلرِّبَٰواْ } عند الغرماء { إِن كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ } [ البقرة : 278 ] موقنين بحرمة الربا وسر حرمته . { فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ } ولم تمتثلوا بما أُمروا ، ولم يتيقنوا لسر ما مُنعوا منه { فَأْذَنُواْ } انتظروا واعلموا { بِحَرْبٍ } عظيم نازل { مِّنَ ٱللَّهِ } المتجلي باسم المنتقم { وَرَسُولِهِ } التابع له المتخلق بأخلاقه { وَإِنْ تُبْتُمْ } من الارتباء والإنماء على هذا الطريق الأخس الأخبث { فَلَكُمْ } في دينكم { رُؤُوسُ أَمْوَٰلِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ } بأخذ الزيادة وإتلاف مال الغريم بلا عوضٍ { وَلاَ تُظْلَمُونَ } [ البقرة : 279 ] تتضررون بالمطل والتسويف وتعويق الأداء وتأخيرها . { وَإِن كَانَ } الذي عليه رءوس أموالكم { ذُو عُسْرَةٍ } لا يقدر على أدائها رخصة { فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ } أي : فعليكم أن تنتظروا إلى وقت يساره ثم تأخذوا { وَأَن تَصَدَّقُواْ } أي : تصدقكم على ذي عسرة { خَيْرٌ لَّكُمْ } عند ربكم يجازيكم به جزاء لا يُدرك كنهه إلا هو ؛ إذ إدخال السرور في قلب المؤمن يوازي عند الله عمل الثقلين { إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } [ البقرة : 280 ] . { وَٱتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّهِ } المسقط لجميع الإضافات منسلخين عن جميع ما أنتم عليه في الدنيا ، مؤاخذين عليها ؛ ليحاسبوا ويجازوا على نقير وقمطير { ثُمَّ تُوَفَّىٰ } تجزى { كُلُّ نَفْسٍ } على مقتضى { مَّا كَسَبَتْ } من خير وشر وظلم وجور { وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } [ البقرة : 281 ] أصلاً ، لا بتنقيص الثواب ولا بتضعيف العقاب بل كل نفس فيها رهينة بما كسبت . وعن ابن عباس رضي الله عنهما : أنها آخر ىية نزل بها جبريل عليه السلام ، وقال : " ضعها في رأس المائتين والثمانين من البقرة " وعاش رسول الله صلى الله عليه وسلم بعهدها إحدى وعشرين يوماً وقيل : إحدى وثمانين ، وقيل : سبعة آيام ، وقيل : ثلاث ساعات . عليك أيها المؤمن المتوجه إلى تصفية الذات أن تدخر لنفسك هذه الآية كزاد آخرتك ما لا يسعه المطولات ولا يتدرج في المجلدات ، ولا يفي باستقصائها التعبيرات والإشارات ، وهي محتوية على جميع الأسرار الباعثة للإرسال والإنزوال والتبشير والإنذار ، لذلك ختم به الوحي ، وانقطع به الإنزال . ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين .