Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 1-11)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَدْ أَفْلَحَ } وفاز بمرتبة حق اليقين التي هي أعلى مراتب التوحيد ، ومنتهى السلوك ومنقطع الطلب والعرفان { ٱلْمُؤْمِنُونَ } [ المؤمنون : 1 ] الراسخون في اليقين العلمي ، الجازمون الثابتون فيه بلا تزلزلٍ وتلوينٍ . { ٱلَّذِينَ هُمْ } من كمال رسوخهم وشدة تمكنهم وجزمهم { فِي صَلاَتِهِمْ } التي هي معراجهم للوصول إلى مرتبة الرضا والقبول { خَاشِعُونَ } [ المؤمنون : 2 ] مخبتون متضرعون متحننون نح الحق عن ظهر القلب ، وجميع الجوارح والأركان بلا تلعثم وعثور . { وَٱلَّذِينَ هُمْ عَنِ ٱللَّغْوِ } المشغل لهم عن التوجه نحو الحق { مُّعْرِضُونَ } [ المؤمنون : 3 ] منصرفون إعراضهم وانصرافهم عما تستكرهه نفوسهم وقلوبهم . { وَٱلَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَـاةِ } المطهرة لنفوسهم عن الميل نحو حطام الدينا ومتاعها الفانية { فَاعِلُونَ } [ المؤمنون : 4 ] تمريناً لنفوسهم على ترك الميل و الالتفات إليها . { وَٱلَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ } التي هي مواريث بهيميتهم ، وأقوى قوائم بشريتهم { حَافِظُونَ } [ المؤمنون : 5 ] ناكثون عن مقتضاهها ، راكنون عما أملها وتهويلها . { إِلاَّ عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ } من الإماء والسواري حفظاً لحكمة إبقاء النوع ، ومصلحة التناسل { فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ } [ المؤمون : 6 ] على ذلك إن فعلوا بلا مبالغة مفرطة زائدة عن قدر الحاجة . { فَمَنِ ٱبْتَغَىٰ وَرَآءَ ذٰلِكَ } وطلب التجاوز والتعدي عن قدر الحاجة من الحلائل المذكورة { فَأُوْلَـٰئِكَ } البعداء الخارجون عن مقتضى الحد الإلهي ، والحكمة المتقنة { هُمُ ٱلْعَادُونَ } [ المؤمنون : 7 ] المقصورون على التجاوز والعدوان لا يرجى منهم الفلاح والفوز بالنجاح . { وَٱلَّذِينَ هُمْ } من كمال عدالتهم وقسطهم الفطري واعتدال أوصافهم وأخلاقهم الصورية والمعنوية { لأَمَانَاتِهِمْ } التي ائتمنوا عليها { وَعَهْدِهِمْ } الذي عهدوا به سواء كانت الأمنة والعهد لله أو لسائر عباده { رَاعُونَ } [ المؤمنون : 8 ] قائمون بحفظها مواظبون لرعاية حقها بلا فوت شيء من حقوقها ورعايتها . { وَٱلَّذِينَ } بالجملة المؤمنون المفلحون الفائزون بالعاقبة الحميدة التي هي مرتبة الكشف والشهود المعبر عند أرباب المحبة والولاء بالحق اليقين { هُمْ عَلَىٰ صَلَوَاتِهِمْ } المقربة لهم إلى ربهم ، الفاصلة بين مرتبتي الناسوت واللاهوت { يُحَافِظُونَ } [ المؤمنون : 9 ] أي : يداومون ويواظبون لأدائها بأوقاتها وبشرائطها وآدابها ، مع ما ذكر من الأوصاف الجميلة المذكورة والأخلاق المرضية المشكورة ، مخلصين فيها ، مجتنبين عن الرياء والرعونة والعجب والسمعة . { أُوْلَـٰئِكَ } السعداء المقبولون عند الله { هُمُ } الأولياء { ٱلْوَارِثُونَ } [ المؤمنون : 10 ] عن الأنبياء والرسل وصفوة عباد الله وخيرتهم وهم : { ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلْفِرْدَوْسَ } الذي هو التحقق بمقام الكشف والشهود باستحقاقهم الذاي مع استرشادهم ، واستفادتهم من الأنبياء والرسل الهادين المهديين المرشدين لهم إلى ما جبلوا لأجله لذلك { هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [ المؤمنون : 11 ] متمكنون متقربون ، لا يتحولون ولا يتبدلون .