Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 161-164)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم لما نسب المنافقون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما برأه الله ذيل عصمته عنه من الخيانة والغلول ، راد الله عليهم في ضمن الحكمة الكلية ، الشاملة لجميع الأنبياء ؛ إذ مرتبة النبوة مطلقاً مصونة عن أمثال هذه الخرافات ، فقال : { وَمَا كَانَ } أي : ما صح وما جاز { لِنَبِيٍّ } من الأنبياء ، خصوصاً خاتم النبوة والرسالة صلى الله عليه وسلم { أَنْ يَغُلَّ } يخون ويحيف بالنسبة إلى أحد { وَمَن يَغْلُلْ } أحداً من الناس { يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } أي : تأتي مغلولة مع ما غل فيه على رءوس الأشهاد { ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ } مطيعة أو عاصية جزاء { مَّا كَسَبَتْ } أي : يعطي جزاء ما كسبت وافياً { وَهُمْ } في تلك الحالة { لاَ يُظْلَمُونَ } [ آل عمران : 161 ] لا ينقصون من أجورهم ؛ إذ لا ظلم فيها ، بل يزاد عليها تفضلاً وامتناناً . { أَفَمَنِ ٱتَّبَعَ } انقاد وأطاع { رِضْوَانَ ٱللَّهِ } أي : رضاه ، ورضي الله عنه ؛ لتحققه بمقام الرضا ومأواه جنة التسليم { كَمَن بَآءَ } رجع وقصد بكفر وظلم مستلزم { بِسَخَطٍ } عظيم { مِّنَ ٱللَّهِ وَ } بسببه { مَأْوَاهُ جَهَنَّمُ } البعد الطرد { وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } [ آل عمران : 162 ] والمنقلب مصير أهل الكفر والظلم وحاشا ليسوا كمثلهم . بل { هُمْ } أي : المتابعون رضوان الله { دَرَجَٰتٌ } عالية عظيمة { عِندَ ٱللَّهِ } حسب درجات أعمالهم { وٱللَّهُ } المطلع لحالات عباده { بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ } [ آل عمران : 163 ] يجازيهم على مقتضى عملهم ، إن خيراً فخير وإن شراً فشر . والله { لَقَدْ مَنَّ ٱللَّهُ } منة عظيمة { عَلَى ٱلْمُؤمِنِينَ } المخلصين { إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ } لهدايتهم { رَسُولاً } مرشداً لهم ، ناشئاً { مِّنْ أَنْفُسِهِمْ } يرشدهم بأنواع الإرشاد { يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ } ويسمعهم أولاً { آيَاتِهِ } الدالة على وحدة ذاته { وَيُزَكِّيهِمْ } ثانية عن وسوسة شياطين الأهواء ، المضلة عن طريق التوحيد { وَيُعَلِّمُهُمُ } ثالثاً { ٱلْكِتَابَ } المبيِّن لهم طريقة تصفية الظاهر ، وما يتعلق بعالم الشهادة { وَ } رابعاً بعلمهم { ٱلْحِكْمَةَ } المصفيَّة للباطن عن الميل إلى الغير والسوى ، الموصلة إلى سدرة المنتهى التي عندها جنبة المأوى { وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ } أي : قبل انكشافهم بالمراتب الأربعة { لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ } [ آل عمران : 164 ] وخذلان عظيم . نبهنا بفضلك عن نومة الغافلين .