Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 1-6)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ الۤمۤ } [ آل عمران : 1 ] أيها الإنسان الكامل الأحدي الأوحدي الأقدسي ، اللائح على صورة الرحماني ، الملازم الملاحظ لمقتضيات الأوصاف والسماء الإلهية ، المتفرعة عليها جميع الماظهر الكونية المشتمل عليها ، المحيط بها . { ٱللَّهُ } أي : الذات الصمد المبدع المظهر الموجد الذي { لاۤ إِلَـٰهَ } أي : لا مظهر ولا موجد { إِلاَّ هُوَ ٱلْحَيُّ } الدائم الثابت ، الذي لا يقدر حياته الزمان ولا حصره المكان ، ولا يشغله شأن عن شأن { ٱلْقَيُّومُ } [ آل عمران : 2 ] الذي لا يعرضه الفتور ، ولا يعجزه كره الأعوام ومر الدهور . هو الذي : { نَزَّلَ عَلَيْكَ } يا مظهر الكل امتناناً لك { ٱلْكِتَٰبَ } أي : القرآن الجامع الشامل لما في الكائنات أعلاها أولاها وأخراها ملتبساً { بِٱلْحَقِّ } المطابق للواقع { مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ } من الكتب السالفة المنزلة على الأنبياء الماضين { وَأَنزَلَ } أيضاً { ٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنْجِيلَ } [ آل عمران : 3 ] على موسى وعيسى - عليهما السلام - مصدقين لما مضى من الكتب السابقة . { مِن قَبْلُ } أي : من قبل إنزالهما عليهما { هُدًى لِّلنَّاسِ } يهديهم إلى توحيده الذاتي عند ظهور خلافه من الغي والضلالة { وَ } بعدما ظهر الظلال { أَنزَلَ ٱلْفُرْقَانَ } أي : الكتاب السماوي الفارق بين الهداية والضلالة ؛ ليتميز الحق عن الباطل ، وآيات الله عن تسويلات الشياطين { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ } بعد ظهوره ونزوله ، وكذبوا من أنزل إليهم من الكتب والآيات { لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } هو الطرد والحرمان عن ساحة التوحيد بسبب إنكارهم الآيات الهادية لهم إلى طريقه { وَٱللَّهُ } الهادي إلى توحيده { عَزِيزٌ } غالب قادر { ذُو ٱنْتِقَامٍ } [ آل عمران : 4 ] عظيم وتعذيب شديد على من كفر بآياته واستكبر على من أنزل عليه الآيات ، وكيف لا ؟ . { إِنَّ ٱللَّهَ } المحيط بجميع ما كان ويكون { لاَ يَخْفَىٰ عَلَيْهِ شَيْءٌ } مما حدث { فِي ٱلأَرْضِ } { وَلاَ فِي } ما حدث { ٱلسَّمَآءِ } [ آل عمران : 5 ] من الإيمان والكفر والهداية والضلالة ، وغير ذلك من الأعمال والأحوال الصادرة من العباد . فيكف يخفى عليه ؛ إذ { هُوَ ٱلَّذِي يُصَوِّرُكُمْ } بقدرته ابتداء { فِي ٱلأَرْحَامِ } بعد انصبابكم من أصلاب آبائكم إليها { كَيْفَ يَشَآءُ } أي : كيف تتعلق مشيئته وإرادته بلا مزاحمة ضد ، ومشاركة أحد من شريك وند ؛ إذ { لاَ إِلَـٰهَ } أي : لا مصور ولا موجد { إِلاَّ هُوَ } يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ، لا منازع له ولا مخاصم دونه بل هو { ٱلْعَزِيزُ } الغالب على كل ما يشاء { ٱلْحَكِيمُ } [ آل عمران : 6 ] المتقن في كل ما يريد .