Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 81-84)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَ } اذكر يا أكمل الرسل لمن خاصمك من أهل الكتاب وقت { إِذْ أَخَذَ ٱللَّهُ } المدبر لأمور عباده { مِيثَاقَ ٱلنَّبِيِّيْنَ } أي : عهودهم الوثيقة ، المتعلقة بالأمثال ، والمحافظة { لَمَآ } أي : الذي { آتَيْتُكُم } تفضيلاً عليكم { مِّن كِتَابٍ } مبيِّن لكم ولأمتكم الأحكام الظاهرة المتعلقة بالمعاملات { وَحِكْمَةٍ } مورثة لكم ولهم الأخلاق المرضية ، الموصلة إلى التوحيد الذاتي { ثُمَّ } أخذ الله مواثيقهم أيضاً بأنه متى { جَآءَكُمْ } وعلى أمتكم { رَسُولٌ } مرسل من عندنا على التوحيد الذاتي { مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ } من توحيد الصفات والأفعال { لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ } أنتم ، ولتبلغن على أمتكم أن يؤمنوا له ، وتصدقوه { وَ } لا تكتفون أنتم وأممكم بمجرد الإيمان والتصديق ، بل { لَتَنصُرُنَّهُ } فيما جاء به ، وهو التوحيد الذاتي ؛ إذ مرجع جميع الملل والنحل إليه ، لذلك ختم ببعثته صلى الله عليه وسلم أمر الإنزال والإرسال . وبعد أخذ المواثيق { قَالَ } سبحانه مستفهماً على سبيل التقرير وتأكيداً : { أَأَقْرَرْتُمْ } أيها الأنبياء أنتم { وَأَخَذْتُمْ } من أممكم المنتسبون إليكم { عَلَىٰ ذٰلِكُمْ } عهودكم ومواثيقكم { إِصْرِي } أي : حلفي وعهدي الثقيل الذي يوجب نقضه أنواعاً من العذاب والنكال ؟ { قَالُوۤاْ أَقْرَرْنَا } بعهودك ومواثيقك سمعاً وطاعة ، وأخذنا أيضاً من أممنا { قَالَ } سبحانه : { فَٱشْهَدُواْ } أي : فاحفظوا المواثيق ، ولا تغفلوا عنها { وَأَنَاْ مَعَكُمْ مِّنَ ٱلشَّاهِدِينَ } [ آل عمران : 81 ] الحاضرين المطلعين لحفظكم ووقائكم { فَمَنْ تَوَلَّىٰ } أعرض منكم { بَعْدَ ذٰلِكَ } العهد الوثيق { فَأُوْلَـٰئِكَ } المعرضون { هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ } [ آل عمران : 82 ] الخارجون عن طريق التوحيد الذاتي الجامع لجميع الطرق . { أَفَغَيْرَ دِينِ ٱللَّهِ } الذي هو التوحيد الذاتي { يَبْغُونَ } تطلبون أيها المعرضون الفاسقون { وَ } الحال أن { لَهُ أَسْلَمَ } انقاد وتذلل { مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ } من أرباب الشهود والمكاشفات { وَ } من في { ٱلأَرْضِ } من أصحاب العلوم والمعاملات { طَوْعاً } تحقيقاً ويقيناً { وَكَرْهاً } تقليداً وتخميناً { وَإِلَيْهِ } لا إلى غيره { يُرْجَعُونَ } [ آل عمران : 83 ] رجوع الظل إلى ذي ظل . { قُلْ } يا أكمل الرسل بلسان الجمع { آمَنَّا } أذعنَّا وأيقنَّا { بِٱللَّهِ } الواحد الأحد ، المتفرد بالتحقيق والوجود { وَ } صدقنا { مَآ أُنزِلَ عَلَيْنَا } من عنده من الكتاب المبين لتوحيده { وَمَآ أُنزِلَ } أيضاً في سالف الزمان { عَلَىٰ } أسلافنا { إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَٱلأَسْبَاطِ } أولاد يعقوب وأحفاده { وَ } صدقنا أيضاً { مَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَٱلنَّبِيُّونَ } الموجودون الملهمون { مِن رَّبِّهِمْ } على مقتضى استعداداتهم { لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ } بالإطاعة والتصديق { وَ } كيف نفرق ونخصص ؛ إذ { نَحْنُ } المتدينون بدين الله المتجلي في الآفاق { لَهُ } باعتبار تفرده وإحاطته وظهوره في المظاهر كلها بأوصافه وأسمائه بلا تفاوت { مُسْلِمُونَ } [ آل عمران : 84 ] مؤمنون موقنون .