Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 71-72)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَ } بعد ذلك { سِيقَ } سوق البهائم إلى المسلخ { ٱلَّذِينَ كَـفَرُوۤاْ } بالإعراض عن الحق وأهله { إِلَىٰ جَهَنَّمَ } الطرد والخذلان { زُمَراً } فوجاً بعد فوج ، وطائفة إثر طائفة { حَتَّىٰ إِذَا جَآءُوهَا } يعني : جنهم { فُتِحَتْ } لهم { أَبْوَابُهَا } أي : أبواب النيران المعدة لأهل الكفر والطغيان على تفاوت طبقاتهم فيه ، { وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَآ } حينئذ على سبيل التوبيخ والتقريع : { أَلَمْ يَأْتِكُمْ } أيها الضالون المستحقون لهذا الوبال والنكال { رُسُلٌ مِّنكُمْ } أي : من بني نوعكم مبعوثون إليكم من قبل الحق { يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ } أي : دلائل توحيده ، وكمال قدرته على أنواع الإنعام والانتقام { وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَـآءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا } أي : يخوفونكم عن لقاء هذا اليوم الذي تدخلون فيه النار بأنواع الخيبة والخسران ؟ . وبعدما سمعوا منهم ما سمعوا { قَالُواْ } متحسرين متأوهين : { بَلَىٰ } قد جاءت إلينا رسل ربنا بالحق ، وتلوا علينا آياته المشتملة على أنواع الإنذار والنذير { وَلَـٰكِنْ } لم يفد بنا إنذارهم وتبشيرهم ؛ إذ { حَقَّتْ } أي : صدرت وثبتت منه سبحانه في سباق قضائه وحضرة علمه حتماً { كَلِمَةُ ٱلْعَذَابِ } وهي قوله : { لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ } [ هود : 119 ] { عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } [ الزمر : 71 ] المعرضين عن الحق وآياته ، وعن من بلغها إليهم بإذنه ، لذلك أعرضنا عنها وعنهم ، فوجبت لنا النار . وبالجملة : أتوا بالعذر وما ينفعهم بل { قِيلَ } لهم من قبل الحق : { ٱدْخُلُوۤاْ } أيها الضالون المجرمون { أَبْوَابَ جَهَنَّمَ } أي : كل فرقة منهم بباب يخصها في سابق القضاء ، وكونوا { خَالِدِينَ فِيهَا } لا نجاة لكم منها { فَبِئْسَ مَثْوَى ٱلْمُتَكَـبِّرِينَ } [ الزمر : 72 ] أي : الكافرين المستكبرين وأهله جهنم الخذلان وجحيم الحرمان والخسران ، أعاذنا الله وعموم المؤمنين منها بفضله العظيم .