Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 36-37)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَ } بعدما هذبتم ظواهركم أيها المؤمنون بهذه الأخلاق { ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ } الموحد في ذاته ووجوده ، المستقل في أفعاله وآثاره المترتبة على أوصافه الذاتية { وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً } من مصنوعاته ؛ أي : لا تثبتوا الوجود والأثر لغيره ؛ إذ الأغيار مطلقاً معدومة في أنفسها مستهلكة في ذاته سبحانه { وَ } افعلوا { بِٱلْوَٰلِدَيْنِ } اللذين هما سبب ظهوركم عادة { إِحْسَاناً } قولاً وفعلاً { وَ } أيضاً { بِذِي ٱلْقُرْبَىٰ } المنتمين إليهما بواستطهما { وَ } أيضاً { ٱلْيَتَٰمَىٰ } الذين لا متعهد لهم من الرجال { وَٱلْمَسَٰكِينِ } الذين أسكنهم الفقر في زاوية الهوان { وَٱلْجَارِ ذِي ٱلْقُرْبَىٰ } هم الذين لهم قرابة جوار بحيث يقع الملاقاة في كل يوم مرتين { وَٱلْجَارِ ٱلْجُنُبِ } هم الذين لهم بعد جوار ، بحث لا يقع التلاقي إلا بعد يوم أو يومين أو ثلاثة . { وَ } عليكم رعاية { ٱلصَّاحِبِ بِٱلجَنْبِ } أي : الذي معكم وفي جنبكم في السراء والضراء يصاحبكم ويعينكم { وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ } المتباعدين عن الأهل والواطن لمصالح دينية ، مثل طلب العلم وصلة الرحم وحج البيت وغير ذلك { وَ } أيضاً من أهم المأمورات لكم رعاية { مَا مَلَكَتْ أَيْمَٰنُكُمْ } من العبيد والإماء والحيوانات المسنوبة إليكم ، وعليكم ألاَّ تتكبروا على هؤلاء المستحقين حين الإحسان ، ولا تتفوقوا عليهم بالامتنان { إِنَّ ٱللَّهَ } المتعزز برداء العظمة والكبرياء { لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً } متكبراً يمشي على الناس خيلاء { فَخُوراً } [ النساء : 36 ] بفضله وماله أو نسبه . وهم : { ٱلَّذِينَ يَبْخَلُونَ } من أموالهم التي استخلفهم الله عليها ، معليين بأنا لم نجد فقيراً متديناً يستحق الصدقة { وَ } مع بخلهم في أنفسهم { يَأْمُرُونَ ٱلنَّاسَ } أيضاً { بِٱلْبُخْلِ } لئلا يلحق العار عليهم خاصة { وَ } مع ذلك { يَكْتُمُونَ } من الحكام والعملة { مَآ آتَاهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ } من الأموال ؛ خوفاً من إخراج الزكاة والصدقات ، ومن عظم جرم هؤلاء الخيلاء البخلاء أسند سبحانه انتقامهم إلى نفسه غير الأسلوب ، فقال : { وَأَعْتَدْنَا } أي : هيأنا من غاية قهرنا وانتقامنا { لِلْكَافِرِينَ } لنعمنا كفراناً ناشئاً عن محض النفاق والشقاق { عَذَاباً } طرداً وحرماناً مؤلماً ، وتخذيلاً وإذلالاً { مُّهِيناً } [ النساء : 37 ] .