Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 78-81)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَ } ليس لك أن تتعب نفلك بتعجيل العذاب عليهم قل حلول الأجل المقدر من عندنا ؛ إذ { لَقَدْ أَرْسَلْنَا } من مقام جودنا { رُسُلاً } كثيراً { مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا } قصتهم { عَلَيْكَ } في كتابك { وَمِنْهُمْ مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ } ولم نذكر قصتهم في كتابك ؛ إذ ما يعلم جنود ربك وما جرى عليهم إلا هو . { وَ } بالجملة : { مَا كَانَ } أي : ما صح وجاز { لِرَسُولٍ } من الرسل { أَن يَأْتِيَ } ويعجل { بِآيَةٍ } مقترحة أو غير مقترحة من تلقاء نفسه { إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ } وبمقتضى مشيئته وإرادته سبحانه ، بل أن ينتظر الوقت الذي عين سبحانه ظهورها فيه ؛ إذ جميع الآيات والمعجزات موهوبة لله ، مقسومة بين أنبيائه ورسله بمقتضى قسمته سبحانه في حضرة علمه ولوح قضائه ، لا يسع لأحد منهم أن يعجل بها ، أو يؤخر عن وقتها ، بل { فَإِذَا جَـآءَ أَمْرُ ٱللَّهِ } العليم الحكيم بتعذيب المشركين وإثابة الموحدين { قُضِيَ بِٱلْحَقِّ } جميع المقتضيات الإلهية ، سواء كانت من العقوبات والمثوبات { وَ } كما { خَسِرَ هُنَالِكَ } أي : عند وقوع المقضي وظهوره { ٱلْمُبْطِلُونَ } [ غافر : 78 ] المستوجبون لأنواع العذاب والنكال ، وربح حينئذ المستحقون لأصناف المثوبات واللذات الروحانية . وكيف لا يكون مقاليد الأمور بيد الله وقبضته وقدرته ؛ إذ { ٱللَّهُ } المتفرد بالألوهية والربوبية هو { ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَنْعَامَ } مسخرة مقهورة لكم ، محكومة تحت أمركم وحكمكم { لِتَرْكَـبُواْ مِنْهَا } ما يليق بركوبكم تتميماً لتربيتكم وحضوركم { وَ } جعل لكم أيضاً { مِنْهَا } أي : من النعام { تَأْكُلُونَ } [ غافر : 79 ] لتقويم المزاج وتقوية البدن . { وَ } جعل { لَكُمْ فِيهَا } أيضاً { مَنَافِعُ } كثيرة كالألبان والصواف والأشعار والأوبار ، وغير ذلك { وَلِتَـبْلُغُواْ } أي : لتصلوا ، وتنالوا بالحمل والركوب { عَلَيْهَا } أي : على الأنعام { حَاجَةً } مطلوبة لكم مركوزة { فِي صُدُورِكُمْ } ونفوسكم ، ولولا ركوبكم وحملكم عليها ، لم تصلوا إليها إلا بشق النفس { وَ } بالجملة : { عَلَيْهَا } أي : على الأنعام في البر { وَعَلَى ٱلْفُلْكِ } في البحر { تُحْمَلُونَ } [ غافر : 80 ] يعني : سهل عليكم سبحانه أمور معاشكم في إقامتكم وأسفاركم تتميماً لتربيتكم وحفظكم ؛ لتواظبوا على شكر نعمه ، وتلازموما لعبادته وعبوديته بالتبتل والإخلاص التام . { وَ } بهذا { يُرِيكُمْ } أيها المغمورون المستغرقون في بحار أفضاله وجوده { آيَاتِهِ } الدالة على وجوب وجوده ، ووحدة ذاته واستقلاله في الآثار الصادرة منه سبحانه حسب أسمائه وصفاته { فَأَيَّ } آية من { آيَاتِ ٱللَّهِ } الدالة على كمال ألوهيته وربوبيته { تُنكِرُونَ } [ غافر : 81 ] أيها المسرفون المشركون .