Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 45, Ayat: 1-6)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ حـمۤ } يا حاوي الوحي والإلهام ومزيل الشبه الحادثة من الأوهام وذي الأحلام . { تَنزِيلُ ٱلْكِتَابِ } الجامع لجميع مكارم الأخلاق ومحاسن الشيم على الإطلاق { مِنَ ٱللَّهِ } المحيط لعموم الأنفس والأفاق { ٱلْعَزِيزِ } المنيع ساحة عز حضوره عن أن يحيط به الإدراك { ٱلْحَكِيمِ } [ الجاثية : 2 ] المتقن في أفعاله ، بحيث لا يكتنه حكمته أصلاً . اعلموا أيها الأظلال الهالكة في شمس الذات { إِنَّ فِي } خلق { ٱلسَّمَٰوَٰتِ } ورفعها وتنظيمها مطبقة { وَ } في خفض { ٱلأَرْضِ } وبسطها ممهدة { لأيَٰتٍ } دلائل واضحات وشواهد لائحات على كمال قدرة الصانع الحكيم ومتانة حكمته وتدبيراته { لِّلْمُؤْمِنِينَ } [ الجاثية : 3 ] الموقنين بوحدة الحق وكمال أسمائه وصفاته ، هذا في خلق الآفاق . { وَفِي خَلْقِكُمْ } أي : في خلق أنفسكم وإيجادكم من كتم العدم { وَ } كذا في أنفس { مَا يَبُثُّ } ينتشر ويتفرق على الأرض { مِن دَآبَّةٍ } مركبة من العناصر متحركة على وجه الأرض من أنواع الحيوانات والحشرات وأصنافها { ءَايَٰتٌ } دلائل وشواهد واضحات { لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ } [ الجاثية : 4 ] وحدة الحق وينكشفون بشؤونه وتجلياته التي لا تعد ولا تحصى . { وَ } كذا في { ٱخْتِلاَفِ ٱللَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ } وإيلاجهما وازديادهما وانتقاصهما في الفصول الأربعة حسب الأوضاع الفلكية وأشكالها ، وارتفاع الشمس وانحطاطها { وَمَآ أَنَزَلَ ٱللَّهُ } المدبر لأمور عباده { مِنَ } جانب { ٱلسَّمَآءِ مَّن رِّزْقٍ } بعد تصعيد الأبخرة والأدخنة وتراكمها سحباً وصيرورتها ماء في غاية الصفاء { فَأَحْيَا بِهِ } بإنزال المطر { ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا } يبسها وجفافها { وَ } في { تَصْرِيفِ ٱلرِّيَاحِ } السائقة للسحب إلى الأراضي الميتة اليابسة ، بعد تعلق إرادته سبحانه بإحيائها { ءَايَٰتٌ } أنواع من الدلائل القاطعة والبراهني الساطعة على وحدة القادر العليم الحكيم { لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } [ الجاثية : 5 ] يستعلمون عقولهم في كيفية انبعاث هذه الأوضاع والحركات ، وارتباط بعضهامع بعض ، وترتب الأمور الغير المحصورة عليها ، وانشعاب الحوادث الغير المتناهية منها . وبالجملة : { تَلْكَ } الآيات المجملة الكلية { ءَايَٰتُ ٱللَّهِ } أي : بعض آياته الدالة على نبذ من كمالاته ، وإلا فلا يفي درك أحد من عباده لتفصيل كمالاتها كلها { نَتْلُوهَا } ونقصها { عَلَيْكَ } يا أكمل الرسل تأييداً لأمرك وتعظيماً لشأنك ملتبسة { بِٱلْحَقِّ } بلا ريب فيه وتردد ، وإنما نتلوها عليك لتبين لهم بها طريق توحيدنا ، وتنبههم على وحدة وكمالات أسمائنا وصفاتنا { فَبِأَيِّ حَدِيثٍ } أي : فهم بأي كلام وقول { بَعْدَ } نزول كتاب { ٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِ } المنزلة من عنده المبينة لتوحيده { يُؤْمِنُونَ } [ الجاثية : 6 ] يذعنون ويوقنون .