Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 101-104)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } مقتضى إيمانكم أن { لاَ تَسْأَلُواْ } ولا تقترحوا من رسولكم { عَنْ أَشْيَآءَ } قبل ورود الوحي { إِن تُبْدَ } وتظهر { لَكُمْ تَسُؤْكُمْ } وتغمكم ، وتورث فيكم حزناً { وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ ٱلْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ } بلا سواء وحزن { عَفَا ٱللَّهُ } عمَّا سلف { عَنْهَا } فعليكم أن تحافظوا عليها بعد ورود النهي { وَٱللَّهُ } المطلع لضمائر عباده { غَفُورٌ } لهم ما سبق من ذنوبهم قبل ورود الزواجر { حَلِيمٌ } [ المائدة : 101 ] لا يعجل بالعقوبة إلى أن يبوؤوا . واعلموا أنه { قَدْ سَأَلَهَا } عنها { قَوْمٌ } مثلكم { مِّن قَبْلِكُمْ } من أنبيائهم { ثُمَّ } بعدما ظهر ما اقترحوا { أَصْبَحُواْ } صاروا { بِهَا } بسبب ظهورها { كَافِرِينَ } [ المائدة : 102 ] بعدم امتثالهم وانقيادهم بما ظهر . { مَا جَعَلَ ٱللَّهُ } أي : ما وضع ، وشرع لكم في دينكم ما في الجاهلية { مِن بَحِيرَةٍ } وهو أنهم كانوا إذا انتجت ناقتهم خمسة أبطن خامسها ذكر بحروا أذنها ؛ أي : شقُّوها وخلوا سبيلها ، فلا تركب ولا تحمل ولا تحلب أبداً ، فسموها بحيرة { وَلاَ سَآئِبَةٍ } وهي أنهم قالوا : إذا شفيتُ فناقتي سائبة ؛ أي : ممنوعة من الانتفاع كالبحيرة { وَلاَ وَصِيلَةٍ } وهي أنهم إذا ولدت شاتهم أنثى كان لهم ، وإذا ولدت ذكراً كان لآلهلتهم ، وإذا ولت ذكرا وأنثى في بطن واحد يتبعون الأنثى بالكذور ، ويتقربون بها ، وسموها وصيلة . { وَلاَ حَامٍ } وهي أنهم إذا أنتجت من صلب فحل عشرة أبطن ، حرم انتفاعه بالكلية ، ولم يمنعوها من الماء والكلأ والمرعى ، وقالوا : قد حمى ظهره ، ويسمونها حام { وَلَـٰكِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } أعرضوا عن الإيمان والإطاعة { يَفْتَرُونَ عَلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ } أي : يستوي أمثال هذه المزخرفات الباطلة على الله ؛ افتراءً { وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } [ المائدة : 103 ] الله ، ولا يعلمون حق قدرة ومقتضى حكمته . { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ } إمحاضاً للنصح : { تَعَالَوْاْ } هلموا { إِلَىٰ } امتثال { مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ } المصلح لحالاتكم { وَإِلَى } متابعة { ٱلرَّسُولِ } الهادي لكم عمَّا فيكم من الضلال { قَالُواْ } من غاية انهماكهم في الغفلة : { حَسْبُنَا } وكافياً { مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَآ } وأسلافنا ، قل لهم { أَ } تقلدونهم ، وتقتفون أثرهم { وَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئاً } من أنفسهم { وَلاَ يَهْتَدُونَ } [ المائدة : 104 ] طريقاً مستقيماً بإهداء الهادي ، وإرشاد المرشد مع كونكم عقلاء من أهل التمييز والاختيار ، فالعار كل العار ، فاعتبروا يا أولي الأبصار .