Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 41-41)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يٰأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ } البعوث بالحق على كافة الخلق بشيراً ونذيراً { لاَ يَحْزُنكَ } صنيع الفرق { ٱلَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْكُفْرِ } أي : يسرعون إليه عند الفرصة ؛ لكون جبلتهم عليه وميلهم بالطبع نحوه { مِنَ } المداهنين المنافقين { ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ } حفظاً لدمائهم وأموالهم : { آمَنَّا } قولاً مجرداً { بِأَفْوَاهِهِمْ وَ } الحال أنه { لَمْ تُؤْمِن } ولم تذعن { قُلُوبُهُمْ } بل ختم عليها بالكفر . { وَ } علامة كفرهم أنهم من غاية نفاقهم معك ومع من تبعك { مِنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ } أي : للكذب المفترى بالتورية ، بأنك لست النبي الموعود فيها ومصدقون لها من الذين هادوا ، قدم الاختصاص ؛ إذ لا مصاحبة للمنافقين مع المؤمنين خصوصاً في خلواتهم ، بل مع أحبار اليهود ، وهم من أعدى عدوك ، وأشدهم غيظاً وبغضاً ، ومع ذلك { سَمَّاعُونَ } أيضاً { لِقَوْمٍ آخَرِينَ } ممن آمن بك من أقاربهم وعشائرهم ؛ لضلوهم عن طريق الحق ، ومن لم يؤمن لك يميلون بقلوبهم إلى الإيمان ليقعدوهم ، وليصرفوهم عمَّا نووا في نفوسهم ، وكيف لا يكون أحبار اليهود من أعدى عدوك يا أكمل الرسل ، وهم من غاية بغضهم معك { لَمْ يَأْتُوكَ } ؟ . ومع عدم إتيانهم { يُحَرِّفُونَ } ويغيرون { ٱلْكَلِمَ } المنزلة في التوراة بيان بعثتك ووصفك وحليتك ، ومنشأتك وحسبك ونسبك وعلو شأنك ، ووضوح برهانك وتكملتك أمر النبوة والرسالة ، ونسخك جمع الأديان { مِن بَعْدِ } كونه مثبتاً عن { مَوَاضِعِهِ } بوضع إلهي ، وهم أيضاً من غاية بغضهم معك { يَقُولُونَ } لإخوانهم حينما حكموك في أمر ؛ لشهرة أمانتك ، ووثوقهم برأيك وعزيمتك في قطع الخصومات : { إِنْ أُوتِيتُمْ } وحكمتم طبق { هَـٰذَا } أي : المحرف { فَخُذُوهُ } واقبلوه ، وامضوا عليه ، وارضوا به { وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ } موافقاً له { فَٱحْذَرُواْ } منه ، وأعرضوا عنه . ثم قال سبحانه ؛ تسليةً لرسول الله صلى الله عليه وسلم : { وَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ فِتْنَتَهُ } كفره وظلمته وقساوته { فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ ٱللَّهِ شَيْئاً أُوْلَـٰئِكَ } البعداء عن نهج الرشاد من الكفارين { ٱلَّذِينَ لَمْ يُرِدِ ٱللَّهُ } ولم يتعلق مشيئته { أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ } من خباثة الكفر الشرك { لَهُمْ فِي ٱلدُّنْيَا خِزْيٌ } هوان وصغار وجزية وذلة ومسكنة { وَلَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } [ المائدة : 41 ] هو الخلود في نار الحرمان عن مرتبة الإنسان .