Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 44-45)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنَّآ } من مقام جودنا { أَنزَلْنَا ٱلتَّوْرَاةَ } إلى موسى ، وأدرجنا { فِيهَا هُدًى } بهدي إلى الحق من ضلَّ عن طريقه { وَنُورٌ } يكشف طريق التوحيد لمن استكشف منه { يَحْكُمُ بِهَا ٱلنَّبِيُّونَ } من أنبياء بين إسرائيل { ٱلَّذِينَ أَسْلَمُواْ } معه ، وفوضوا أمورهم كلها إليه بعدما تحققوا بتوحيده { لِلَّذِينَ هَادُواْ وَ } وكذا يحكم بها { ٱلرَّبَّانِيُّونَ } المنسوبون إلى الرب بمتابعة الأنبياء ، وهم الأولياء ، فهم { وَ } كذا { ٱلأَحْبَارُ } المتفقهة ، فهم يحكمون { بِمَا ٱسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ ٱللَّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ } أي : على ما استحفظوا { شُهَدَآءَ } مستحضرين يراقبون ، ويداومون على حفظه . { فَلاَ تَخْشَوُاْ ٱلنَّاسَ } أي : لا تميلوا أيها الحكام عن طريق الحق من أجل الناس المتعظمين بجاههن ورئاستهم ، ولا تداهنوا في الأحكم ؛ رغاية لجانبهم { وَٱخْشَوْنِ } من بطشي ، وغضبي عليكم حين مخالفتكم كمي وأمري ، مداهنةً { وَ } عليكم أن { لاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي } وأحكامي { ثَمَناً قَلِيلاً } من الرشى { وَ } اعلموا أن { مَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ } أي : بمقتضاه ، وموافقاً له { فَأُوْلَـٰئِكَ } البعداء المداهنون ، المرتشون { هُمُ ٱلْكَافِرُونَ } [ المائدة : 44 ] الساترون مقتضى الحكمة بأهويتهم الباطلة ، الخارجون عن رتبة العبودية بمخالفة حكم الله وأمره . { وَ } من جملة الأحكام التي { كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَآ } القصاص ، فاعلموا أيها الحكام { أَنَّ ٱلنَّفْسَ } القاتلة تقتص { بِٱلنَّفْسِ } المقتولة { وَٱلْعَيْنَ } تُفقاً { بِٱلْعَيْنِ } المفقوءة { وَٱلأَنْفَ } يُقطع { بِٱلأَنْفِ } المقطوعة { وَٱلأُذُنَ } تُصلم { بِٱلأُذُنِ } المصلومة { وَٱلسِّنَّ } تُقلغ { بِٱلسِّنِّ } المقلوعة { وَ } كذا { ٱلْجُرُوحَ } يجري فيها { قِصَاصٌ } مثلاً بمثل على قياس ما ذكر { فَمَن تَصَدَّقَ } من المستحقين { بِهِ } أي : بالقصاص ، وعفا عنه طوعاً { فَهُوَ } أي : تصدقه { كَفَّارَةٌ لَّهُ } أي : لذنوبه { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أنزَلَ ٱللَّهُ } من الأحكام ؛ ميلاً وارتشاءً { فَأُوْلَـٰئِكَ } الحاكمون { هُمُ ٱلظَّالِمُونَ } [ المائدة : 45 ] المتجاوزون عن مقتضى الإيمان والإطاعة والانقياد .