Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 54-56)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } لا تحزنوا بصنيع { مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ } بعد إيمانه وقبوله الإسلام ، ولا تبالوا بشأنه { فَسَوْفَ يَأْتِي ٱللَّهُ } من فضله ولطفه { بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ } الله ويفوقهم على الإيمان ، ويوصلهم إلى مرتبة اليقين والعرفان { وَيُحِبُّونَهُ } إلى حيث بذلوا مهجهم في سبيله طوعاً ورضاً ؛ إعلاء لكلمة توحيده ، ونصر دين نبيه { أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ } تواضعاً وإخاءً { أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } غلبةً واستيلاءً { يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } وطريق توحيده ، باذلين نفوسهم فيه ، طالبين رضاه { وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ } ملامة { لاۤئِمٍ } مليم كهؤلاء المنافقين الذين يخافون من العلامة ؛ حفظاً لجاههم ورئاستهم ، وحمية لما أسروا في نفوسهم من الأهوية الباطلة . { ذٰلِكَ } الأوصاف الحميدة { فَضْلُ ٱللَّهِ } الهادي لعباده إلى فضاء توحيده { يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ } من أهل العناية { وَٱللَّهُ } المتفضل ، المحسن لأرباب الولاء { وَاسِعٌ } في فضله وطوله { عَلِيمٌ } [ المائدة : 54 ] على من يستحق الإفضال والإنعام . ثم لما نهى سبحانه المؤمنين عن موالاة الكفار وودادتهم ، وبالغ فيه ، أراد أن ينبه على من يستحق الولاية والودادة وحقيقته ، فقال : { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ } المتولي لأموركم بالولاية العامة { وَرَسُولُهُ } النائب عنه ، المستخلف له { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بالله ، بالولاية الخاصة بمتابعته صلى الله عليه وسلم ، وهم { ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ } يديمون { ٱلصَّلاَةَ } المقربة إلى الحق { وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ } المصفيَّة لبواطنهم عن التوجه نحو الغير { وَ } الحال { هُمْ رَاكِعُونَ } [ المائدة : 55 ] خاضعون في صلاتهم ، نزلت في علي - كرم الله وجهه - حين سأله سائل ، وهو راكع في صلاته ، فرمى له خامته . { وَمَن يَتَوَلَّ ٱللَّهَ } ويفوِّض أمره إليه ، ويتخذه وكيلاً { وَرَسُولَهُ } الذي ظهر على صورته ، ونزل في شأنه { مَّنْ يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ ٱللَّهَ } [ النساء : 80 ] { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } طلباً لرضاه ، فهم من حزب الله وجنوده ، يحفظهم في حفظه وحمياته ، ويغلبهم على من يصول إليهم { فَإِنَّ حِزْبَ ٱللَّهِ } القادر ، المقتدر على كل ما أراد وشاء { هُمُ ٱلْغَالِبُونَ } [ المائدة : 56 ] الواصلون إلى جميع مقاصدهم ، بفضل الله وسعة جوده .