Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 76-79)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قُلْ } لهم يا أكمل الرسل إلزاماً وتبكيتاً : { أَتَعْبُدُونَ } وتؤمنون { مِن دُونِ ٱللَّهِ } المتفرد بالألوهية والوجود { مَا } أي : أضلالاً وتماثيل { لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ } ولا لأنفسهم { ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً } ولا وجوداً ، ولا حياة ، بل ما هي إ لا تماثيل موهومة ، وعكوس معدومة تنعكس من أشعة التجليات الإلهية ، ليس لها في أنفسها أوصاف وآثار { وَٱللَّهُ } المتجلي في الآفاق بالاستحقاق { هُوَ ٱلسَّمِيعُ } في مظاهره لا غيره ؛ إذ لا غير { ٱلْعَلِيمُ } [ المائدة : 76 ] أيضاً فيها ، فله الاستقلال في التصرف في ملكه وملكوته بلا مشاركة أحدٍ ومظارته . { قُلْ يَـٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ } أي : النصارى { لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ } ونبيكم { غَيْرَ ٱلْحَقِّ } اقتراءً ومراءً ، سيما بعد ظهور المبيِّن ، المؤيَّد ، المدَّق { وَلاَ تَتَّبِعُوۤاْ أَهْوَآءَ قَوْمٍ } من أسلافكم { قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ } عن طريق الحق { وَ } مع ذلك لا يقتصرون على الضلال بل { أَضَلُّواْ كَثِيراً } من ضعفائهم وعوامهم { وَ } هم قوم { ضَلُّواْ عَن سَوَآءِ ٱلسَّبِيلِ } [ المائدة : 77 ] بلا هادٍ ومنبهٍ يهديهم إليه ، وما لكم تضلون عنه مع وجود المنبة المؤيد من عند الله ، الهادي بالهداية العامة إلى صراط مستقيم ، موصلٍ إلى مقر التوحيد . { لُعِنَ } أي : طُرد ، وحُرم ، ورُدَّ من مقر العز ومرتبة النيابة { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ } أيضاً { ذٰلِكَ } الطرد واللعن { بِمَا عَصَوْا } على الله بعدم امتثال أوامره واجتناب نواهيه { وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ } [ المائدة : 78 ] يتجاوزون عن مرتبة الإنسانية بالخروج عمَّا حدَّ الله لهم ، وبيَّنه في كتابه إلى ما تهوى أنفسهم ، وترضى عقولهم . { كَانُواْ } من غاية غفلتهم وانهماكهم { لاَ يَتَنَاهَوْنَ } أي : لا ينهون أنفسهم { عَن مُّنكَرٍ } مخالف للشرع { فَعَلُوهُ } بعد تنبههم بمخالفته ، بل يصرون عليها ؛ عناداً واستكباراً ، والله { لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ } [ المائدة : 79 ] لأنفسهم ذلك المنكر ، والإصرار المستجلب للعذاب والنكال .