Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 113-116)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلِتَصْغَىۤ } ولتميل { إِلَيْهِ } وتوجه نحوه { أَفْئِدَةُ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ } لأنفسهم ما يزخرفون به لكون جبلتهم عليه { وَلِيَقْتَرِفُواْ } ويكتسبوا بسببه { مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ } [ الأنعام : 113 ] مكتسبون من العقائد الزائفة والآثام . قل لهم إن أرادوا أن يتصالحوا ويتحاكموا معك بعدما ظهر لك تنسيبهم وتغريرهم إنكاراً عليهم : { أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ } المستقل بالحكومة والتصرف { أَبْتَغِي } أطلب { حَكَماً } عادلاً يفصل بيني وبينكم أيها المعاندون المكابرون { وَ } الحال أنة { هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ ٱلْكِتَابَ مُفَصَّلاً } مبيناً موضحاً مغنياً عن التحاكم والترافع { وَٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ } أي : علمه إن أنصفوا ، ولم يعاندوا ولم يكابروا { يَعْلَمُونَ } يقيناً بشهادة كتبهم { أَنَّهُ } أي : القرآن { مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ } ملتبساً { بِٱلْحَقِّ } بلا ميل إلى الباطل أصلاً { فَلاَ تَكُونَنَّ } يا أكمل الرسل { مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ } [ الأنعام : 114 ] في أنهم عالمون بحقية القرآن وموافقته لكتبهم ، إلا أنهم يكابرون في تحريف كتبهم ، ويعاندون بادعاء تكذيب القرآن ظلماً وعدواناً . { وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ } أي : انتهت وتناهت ، وبلغت الغاية القصوى بيان كلمة التوحيد برسالتك يا أكمل الرسلح إذ ظهرت في تبيينها وكشفها بما لا يظهر به أحد من الأنبياء ؛ إذا الأنبياء إنما يظهرون توحيد الصفات والأفعال دون توحيد الذات ، وأنت تظهر به حيث ورد في شأنك : { مَّنْ يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ ٱللَّهَ } [ النساء : 80 ] ، و { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ ٱللَّهَ يَدُ ٱللَّهِ } [ الفتح : 10 ] . وقلت : " من رآني فقد رأى الحق " . وقلت : أيضاً : " رأيت ربي في ليلة المعراج " ، وغير ذلك الآثار والأخبار الدالة على التوحيد الذاتي . لذلك أتمت مكارم الأقوال والأخلاق { صِدْقاً وَعَدْلاً } ومتى تمت وبلغت { لاَّ مُبَدِّلِ } ولا محول { لِكَلِمَاتِهِ } إذ ختم وتم أمر الرسالة والنبوة وسد باب الوحي { وَ } بعد ذلك ظهر أنه { هُوَ ٱلسَّمِيعُ } لأقواله { ٱلْعَلِيمُ } [ الأنعام : 115 ] بشؤونه وتجلياته إلى ما شاء الله . { وَ } متى تحققت يا أكمل الرسل بمقام الشهود والمشاهدة { إِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي ٱلأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } المتوحد بالذات والصفات والأسماء { إِن يَتَّبِعُونَ } أي : ما يتبعون ويقتفون { إِلاَّ ٱلظَّنَّ } الفاسد والوهم الكاسد ، والظن لا يغني عن الحق الصريح شيئاً { وَإِنْ هُمْ } أي : ما هم في ظنونهم الكاذبة وأوهامهم الباطلة في الاعتقادات والأحكام { إِلاَّ يَخْرُصُونَ } [ الأنعام : 116 ] يخلطون ويلبسون على نفسهم حسداً وعناداً .