Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 147-149)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَإِن كَذَّبُوكَ } وعاندوك فيما تلونا عليك { فَقُلْ } لهم إمحاضاً للنصح على مقتضى مرتبة النبوة : { رَّبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ } يمهلكم على ما أنتم عليه ويوسع عليكم على مقتضى رحمته وجماله { وَ } الحال أنه { لاَ يُرَدُّ بَأْسُهُ } وبطشه على مقتضى غيرته وحميته وجلاله { عَنِ ٱلْقَوْمِ ٱلْمُجْرِمِينَ } [ الأنعام : 147 ] الذين أجرموا على الله بالخروج عن مقتضى أحكامه النازلة على ألسنة رسله . { سَيَقُولُ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ } على سبيل التكذيب والإنكار فيما جئت به : و { لَوْ شَآءَ ٱللَّهُ } ما أنت ترويه عنه وتدعيه بالنسبة إلينا { مَآ أَشْرَكْنَا } مع أنه القادر على جميع ما أراد { وَلاَ } أشرك { آبَاؤُنَا } أيضاً { وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ } مما أجزت تحريمه عنه بالنسبة إلينا بل ما هي إلا مفتريات تخترعه من عندك { كَذٰلِكَ } مثل تكذيبهم لك بأمثال هذه الهذيانات الباطلة { كَذَّبَ ٱلَّذِينَ } مضوا { مِن قَبْلِهِم } أنبياءهم { حَتَّىٰ ذَاقُواْ بَأْسَنَا } الذي أنزلنا عليهم واستأصلناهم بتكذيبهم ، وإن أردت إلزامهم وتبكيتهم { قُلْ } لهم مستفهماً : { هَلْ } حصل { عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ } نقل صريح وحجة واضحة موردة من عند الله { فَتُخْرِجُوهُ لَنَآ } وتظهروه حتى نتبعه ، ونقبله ؟ فإن لم يخرجوا فقل لهم : { إِن تَتَّبِعُونَ } أي : ما تتبعون { إِلاَّ ٱلظَّنَّ } الذي لا يغني من الحق شيئاً { وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ } [ الأنعام : 148 ] تكذبون على الله افتراء ومراء ، فأعرض عنهم ودع مجادلتهم ومخاطبتهم . { قُلْ } يا أكمل الرسل بدما ألزموا وأفحموا : { فَلِلَّهِ ٱلْحُجَّةُ } البينة الواضحة { ٱلْبَالِغَةُ } حد الكمال { فَلَوْ شَآءَ } هدايتكم { لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ } [ الأنعام : 149 ] أي : لأوضح حجته عليكم ووفقكم إلى قبوله ، ولكن لم تتعلق مشيئته على هدايتكم لذلك أصررتم واستكبرتم ، وإذا لم ينتبهوا بعد إلقاء حجة الله عليهم بل أصروا على تقليد أحبارهم .