Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 22-27)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَ } اذكر لهم يا أكمل الرسل { يَوْمَ نَحْشُرُهُمْ } وتجمعهم { جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ } استهزاءً وتفيضحاً لهم على رءوس الملأ : { أَيْنَ شُرَكَآؤُكُمُ ٱلَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ } [ الأنعام : 22 ] أنهم آهلة مستحقة للعبودية والإيمان ، وتعتقدون أنهم يشفعون لكم وينقذونكم من العذاب ؟ ادعوهم لينقذوكم . { ثُمَّ } بعدما سمعوا ما سمعوا { لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ } وحيلتهم للخلاص { إِلاَّ أَن قَالُواْ } معتذرين مقسمين : { وَٱللَّهِ رَبِّنَا } أنت يا مولانا { مَا كُنَّا } في أنفسنا { مُشْرِكِينَ } [ الأنعام : 23 ] لك غيرك عابدين لسواك . { ٱنظُرْ } أيها الرائي { كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ } في مقعد الصدق ومحل اليقين { وَ } انظر كيف { ضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } [ الأنعام : 24 ] من الشركاء الذين يعتقدونهم شفعاء عند الله يخلصونهم من عذاب الله . { وَ } كان { مِنْهُمْ } أي : من هؤلاء المشركين المعتذرين { مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ } حين تتلو القرآن ولم يفهموه أنكروه واستهزءا به { وَ } كيف يفهمونه ؛ إذ { جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً } أغطية وأغشية كراهة { أَن يَفْقَهُوهُ وَفِيۤ ءَاذَانِهِمْ وَقْراً } يمنع عن استماعه { وَ } من غاية إنكارهم وعنادهم { إِن يَرَوْاْ كُلَّ ءَايَةٍ } دالةٍ على توحيد الحق وتمجيده { لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا } عناداً ومكابرة { حَتَّىٰ إِذَا جَآءُوكَ } من إفراط عتوهم { يُجَٰدِلُونَكَ } في آيات الله بما لا يليق بها حيث { يَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ } ستراً للحق وترويجاً للباطل : { إِنْ هَـٰذَآ } ما هذا الكلام الذي أتى به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم { إِلاَّ أَسَٰطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } [ الأنعام : 25 ] يسطرونها لتضليل ضعفاء العوام . { وَهُمْ } بهذا الطعن والقدح { يَنْهَوْنَ عَنْهُ } أي : يقصدون إضلال المؤمنين المسلمين عن متابعة الرسول والإيمان به { وَ } هم في أنفسهم { يَنْأَوْنَ عَنْهُ } أي : يبعدون عنه عتواً وعناداً { وَإِن يُهْلِكُونَ } أي : ما يهلكون بهذا التضليل والخداع { إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ } [ الأنعام : 26 ] أن ضرر إضلالهم وخداعهم لا يتجاوز عنهم ؛ لأنهم هم { خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ وَعَلَىٰ أَبْصَٰرِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ } [ البقرة : 7 ] في الدنيا والآخرة . { وَلَوْ تَرَىٰ } أيها الرائي { إِذْ وُقِفُواْ } أي : حين أشرفوا { عَلَى ٱلنَّارِ } وتحققوا الوقوع والإيقاع فيها عنوة وعنفاً لرأيت أمراً فظيعاً فجيعاً { فَقَالُواْ } حينئذٍ من غاية تفزعهم وتفجعهم متمنين : { يٰلَيْتَنَا نُرَدُّ } على أعقابنا التي كنا فيها { وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَٰتِ رَبِّنَا } التي جئنا فيها فكذبناها { وَنَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } [ الأنعام : 27 ] المصدقين بمن جاءنا بها .