Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 111-116)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وبعدما تشاوروا وتأملوا كثيراً في أمر دفعه ، استقر رأيهم وأتفق أمرهم إلى أن { قَالُوۤاْ } مخاطلبين لفرعون : { أَرْجِهْ وَأَخَاهُ } أي : أخر وسوِّف قتلهما ؛ لئلا يظهر عجزك عنهما ولا يختل أمر ربوبيتك { وَأَرْسِلْ فِي ٱلْمَدَآئِنِ } التي اشتهرت السحر والسحرة فيها شرطاء { حَاشِرِينَ } [ الأعراف : 111 ] جامعين من فيها من السحرة . وبعد جمعهم { يَأْتُوكَ } ويحضروا عندك { بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ } [ الأعراف : 112 ] ماهر حاذق في هذا العلم ؛ ليتمكنوا على مغالبتهما ، فأرسلهم فحشروا وانتخبروا من السحرة من انتخبوا . { وَجَآءَ ٱلسَّحَرَةُ } المنتخبة { فِرْعَوْنَ } متظاهرين بطرين ، جازيمن على غلبتهما لذلك سألوا أولاً الجعل حيث { قَالْوۤاْ إِنَّ لَنَا لأَجْراً إِن كُنَّا نَحْنُ ٱلْغَالِبِينَ } [ الأعراف : 113 ] وهم وإن كانوا جازمين في نفوسهم الغلبة أتوا بأن المفيدة للشك للمبالغة في طلب الأجر . { قَالَ } فرعون : { نَعَمْ } إن لكم أجراً كثيراً { وَ } من الأجر الكثير { إِنَّكُمْ لَمِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ } [ الأعراف : 114 ] عندي ، الحضارين في مجلسي ، المصاحبين معي دائماً ، قاله تحريضاً وترغيباً . وبعدما تقرر عندهم وفي نفوسهم الغلبة ، وسمعوا منه ما سمعوا من الإنعام والتقرب { قَالُواْ يٰمُوسَىٰ } نادوه استحقاراً له واستهزاء معه ، ومسفهاً كيف أدقم مع ضعفه في مقابلتهم : { إِمَّآ أَن تُلْقِيَ } أولاً ما جئت به { وَإِمَّآ أَن نَّكُونَ نَحْنُ ٱلْمُلْقِينَ } [ الأعراف : 115 ] أوامره ، فلك الخيار ؛ إذ الأمر عندنا سواء . { قَالَ } موسى بإلهام الله إياه : بل { أَلْقُوْاْ } ما جئتم بإلقائه أيها الساحرون المبطلون { فَلَمَّآ أَلْقَوْاْ } أي : أرادوا الإلقاء { سَحَرُوۤاْ أَعْيُنَ ٱلنَّاسِ } حتى لا يتخيلوا أنها أمور غير مطابقة للواقع ، بل اعتقدوا مطابقتها { وَٱسْتَرْهَبُوهُمْ } أي : بني إسرائيل المنتظرين لغلبة موسى ؛ ليخلصوا من يد العدو إرهاباً شديداً ؛ لأنهم ألقوا حبالاً غلاظاً وخشباً طوالاً صارت الكل حيات متراكمة متراكبة بعضها فوق بعض { وَ } بالجملة : { جَآءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ } [ الأعراف : 116 ] متناه في فنِّه أقضى غاية .