Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 158-159)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قُلْ } يا أكمل الرسل الهادي للكل ، المرسل إلى كافة البرايا : { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ } المجبولون على الغفلة ، الناسون عهد الله وميثاقه ، المحتاجون إلى المرشد الهادي يهديكم إلى طريق الرشاد { إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ } أرسلني { إِلَيْكُمْ جَمِيعاً } لأهديكم إلى توحيده الذاتي واعلموا أيها المجبولون على فطرة التوحيد سبحانه ، هو العليم القدير { ٱلَّذِي لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ } وما فيها إيجاداً وتصرفاً بالاستقلال والاختيار { وَٱلأَرْضِ } وما عليها كذلك وبالجملة : { لاۤ إِلَـٰهَ } أي : لا متصرف في الشهود ، ولا مالك في الوجود { إِلاَّ هُوَ } المتصرف المستقل بالألوهية والوجود { يُحْيِـي } ويظهر بلطفه من يشاء من مظاهره { وَيُمِيتُ } بقهره من يشاء ، ومتى عرفتم أن الملك كله لله والتصرف بيده { فَآمِنُواْ بِٱللَّهِ } المتوحد المتفرد بالألوهية { وَرَسُولِهِ } المنزل من عنده ؛ ليبيِّن طريق توحيده . { ٱلنَّبِيِّ } المخبر لأحوال النشأة الأولى والأخرى { ٱلأُمِّيِّ } المكاشف { ٱلَّذِي يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ } أي : يوقن ويذعن بتوحيد الله ، ويصدق بجميع كلماته المفصلة المنزلة من عنده سبحانه من لدن نفسه القدسية بلا مدرس ومرشد ، ومعلوم منبه { وَ } إذا كان شأنه هذا { ٱتَّبِعُوهُ } أيها الطالبون لطريق الحق ، القاصدون نحو توحيده { لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } [ الأعراف : 158 ] بمتابعته صلى الله عليه وسلم ما تقصدون إليه من التوحيد الذاتي . ثمَّ قال سبحانه تنبيهاً على المؤمنين : { وَمِن قَوْمِ مُوسَىٰ } أي : من بني إسرائيل { أُمَّةٌ } جماعة متقصدة { يَهْدُونَ } الناس إلى توحيد الحق ، ملتبسين { بِٱلْحَقِّ } الصدق المطابق للواقع ؛ لنجابة فطرتهم واستقامة عقيدتهم { وَبِهِ يَعْدِلُونَ } [ الأعراف : 159 ] أي : بسبب الحق يقتصدون لا يفرطون ، ولا يفرّطون في الأحكام أصلآً .