Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 163-166)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَ } أيضاً من جملة ظلمهم على نفوسهم : حيلهم وخداعهم في نقض العهد ، إن شئت أن تعرف { سْئَلْهُمْ عَنِ ٱلْقَرْيَةِ } أي : سلْ خداعهم وحيلهم عن أهل القرية { ٱلَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ ٱلْبَحْرِ } قريبة منه ، قيل : إيلة ، وقيل : طبرية الشام ، وقيل : مدين ، وقت { إِذْ يَعْدُونَ } يتجاوزون عن حدودنا وعهودنا { فِي ٱلسَّبْتِ } أي : العهد الذي عهدوا معنا ألاَّ يصطادوا ، بل أخلصوا لعبادتنا والتوبة نحونا فابتليناهم بمحافظة العهد { إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ } المعهود المحرم { شُرَّعاً } متابعة متوالية . { وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ } ولا يعهدون فيه { لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ } أي : مثل سبتهم ، فاحتالوا بتعليم شياطينهم حياضاً وأخاديد ، فأرسلوا الماء عليها في يوم السبت ، واجتمعت الحيتان فيها واصطادوها يوم الأحد والإثنين ؛ وبسبب خداعهم معنا واختلافهم الحيلة لنقض عهدنا { نَبْلُوهُم } ببلاء المسخ { بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ } [ الأعراف : 163 ] بسبب فسقهم وخروجهم عن مقتضى العهد . { وَ } اذكروا { إِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ } أي : جماعة من صلحائهم ، حين قال الصلحاء للمحتالين المناقضين على وجه العظة والتذكير : لِمَ تحتالون وتخادعون مع الله كأنكم لم تخافوا من بطشه وانتقامه { لِمَ تَعِظُونَ } أيها المذكرون المصلحون { قَوْماً } منهمكين في الغفلة الضلال { ٱللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً } أي : أراد الله إهلاكهم وتعذيبهم بأشد العذاب بشؤم حيلهم وخداعهم هذا { قَالُواْ } أي : المذكرون المصلحون تذكيرنا ونصحنا إياهم : { مَعْذِرَةً } منَّا { إِلَىٰ رَبِّكُمْ } الذي أمرنا بنهي المنكر على وجه المبالغة { وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } [ الأعراف : 164 ] أي : ونرجو من كرم الله أن ينتهوا بتذكيرنا عمَّا هم عليه من الغفلة . { فَلَماَّ نَسُواْ } واعرضوا عن { مَا ذُكِّرُواْ بِهِ } أي : من العظة والتذكير { أَنجَيْنَا ٱلَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ ٱلسُوۤءِ } متعظين بما ذكروا به { وَأَخَذْنَا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } بالإعراض عنه { بِعَذَابٍ بَئِيسٍ } شديد فظيع { بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ } [ الأعراف : 165 ] بسبب فسقهم وإعراضهم . { فَلَماَّ عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ } أي : فالحاصل أنهم لمَّا تكبروا عن امتثال أوامرنا واجتناب نواهينا { قُلْنَا لَهُمْ } على لسان نبيهم داود : { كُونُواْ } أيها المتكبرون المنهمكون في الغي والضلال { قِرَدَةً خَاسِئِينَ } [ الأعراف : 166 ] صاغرين مهانين ؛ لاستكباركم عن أوامر الله وتكيلفاته ، مع أنكم مجبولون على تحمل التكاليف التي هي من أمارات الإنسان فلمَّا امتنعوا أنفسهم عنها مُسخوا لن لوازم الإنسانية بالمرة ، ولُحقوا بأخس الحيوانات وأرذل الأعاجم .