Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 1-6)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ الۤمۤصۤ } [ الأعراف : 1 ] أيها الإنسان الكامل اللائق لتكميل الخلائق المكرم المؤيد لإهدائهم إلى توحيد الذات والصفات والأفعال ، الصادق الصفي في نفسه عن كدورات أهل الزيع والضلال ، هذه الآثار والآيات اللطيفة اللائحة اللائقة لأن يسترشد منها ويستكشف عنها أرباب الذوق والكمال ، المنزهه عن شوائب الشكوك وظلمات الأوهام الصافية عن تخليطات العقول وتخمينات الأحلام الصالحة لأن يستبصر بها ويستشهد منها إلى توحيد العليم العلام المقدس السلام . { كِتَابٌ } جامع لجميع فوائد الكتب المنزلة وأحكامها وإشاراتها ، ناطق بجميع الأحوال الواقعة في النشأة الأولى والأخرى { أُنزِلَ إِلَيْكَ } يا هادي المضلين تقوية لك وترويجاً لما أمرت به { فَلاَ يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ } ضيق وتعب حاصل { مِّنْهُ } أي : من نشره وتبيلغه مخافة الأعداء بل إنما أنزل إليك { لِتُنذِرَ بِهِ } أي : بإنذاراته وتخوفاته كم ضل عن طريق الحق ، وأعرض عنه جهلاً وعناداً { وَ } تذكر بمواعيده وتبشيراته من وفق بتذكر الموطن الأصلي والمنزل الحقيقي ؛ إذ هو { ذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ } [ الأعراف : 2 ] الموقنين بوحدة الحق المتوجهين نحوه بالعزيمة الصحيحة . { ٱتَّبِعُواْ } أيها المؤمنون المتوجهون نحو التوحيد { مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِّن رَّبِّكُمْ } على لسان نبيكم { وَلاَ تَتَّبِعُواْ } بعد بعثته ودعته { مِن دُونِهِ } سبحانه { أَوْلِيَآءَ } توالونهم وترجعون إليهم في أموركم من الجن الإنس ؛ إذ هو خاتم النبوة فعليكم أن تتبعوه ، وإن كان منكم { قَلِيلاً مَّا } شرذمة قليلة { تَذَكَّرُونَ } [ الأعراف : 3 ] وتتعظون بتذكيره وعظته ليملكم إلى أهوية نفوسكم من الجاه والمال والرئاسة المستلزمة للتفوق على القرآن والأقران . { وَ } عليكم ألا تغتروا بها بل تذكروا { كَم } كثير { مِّن } أهل { قَرْيَةٍ } ذوي بطر ورفاهية { أَهْلَكْنَاهَا } بإنزال قهرنا إليها حتى استحقوا الهلاك بسبب كفرهم وظلمهم { فَجَآءَهَا بَأْسُنَا } قهرنا { بَيَاتاً } حال كونهم راقدين رقود البطر والغفلة { أَوْ هُمْ قَآئِلُونَ } [ الأعراف : 4 ] مستريحون وقت الضحوة الكبرى تنعماً وحضوراً . { فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ } أي : دعاؤهم وتضرعهم { إِذْ جَآءَهُمْ بَأْسُنَآ } أي : حين ظهر عليهم قهرياً { إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ } متضرعين مقربين معترفين : { إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ } [ الأعراف : 5 ] وبعدما اعترفوا بظلمهم ملجئين لا نبالي باعترافهم وإقرارهم . { فَلَنَسْأَلَنَّ } لنستكشفن ونظهرن في النشأة الأخرى أحوالهم التي كانوا عليها في النشأة الأولى أولاً من { ٱلَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ } الرسل ما فعلوا بهم حين دعوهم إلى إطاعتنا وانقيادنا { وَ } بعدما ظهر منهم ما ظهر { لَنَسْأَلَنَّ } ثانياً عن أحوالهم من { ٱلْمُرْسَلِينَ } [ الأعراف : 6 ] المبلغين لهم أوامرنا ونواهينا عن قبولهم وتكذيبهم وتصديقهم ، وبعدما ظهر أيضاً منهم ما ظهر .