Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 48-51)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَنَادَىٰ أَصْحَابُ ٱلأَعْرَافِ } على وجه التوبيخ والتقريع { رِجَالاً } من صناديدهم كانوا { يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ } بوجوههم الباطلة من المال والجاه والرئاسة والتفوق وغيرها { قَالُواْ } لهم متهكمين : { مَآ أَغْنَىٰ عَنكُمْ جَمْعُكُمْ } أي : ما أسقط جمعكم المال وجمعيتكم بسببب الجاه شيئاً من عذاب الله { وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ } [ الأعراف : 48 ] أي : ما يفيد لكم استكباركم على خلق الله وعن آياته اليوم ؟ ! انظروا أيها الحمقى { أَهَـۤؤُلاۤءِ } المترفهون المتنعمون في مقر العز والتمكن هم { ٱلَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ } في النشأة الأولى أنهم { لاَ يَنَالُهُمُ ٱللَّهُ بِرَحْمَةٍ } في النشأة الأخرى ، كيف قبل لهم من قبل الحق تفضلاً وامتناناً عليهم : { ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ } التي هي دار الأمن والأمان { لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ } بعدما دخلتم فيها { وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ } [ الأعراف : 49 ] أصلاً من فوت شيء وتعويقه . { وَنَادَىٰ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ } متمنين منهم متحسرين : { أَنْ أَفِيضُواْ } صبوا { عَلَيْنَا } رشحة { مِنَ ٱلْمَآءِ } الذي هو سبب حياتكم الحقيقي وبقائكم السرمدي { أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ } من الرزق المعنوي { قَالُوۤاْ } في جوابهم بإلهام الله إياهم : { إِنَّ ٱللَّهَ } المطلع الاستعدادات عباده { حَرَّمَهُمَا عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } [ الأعراف : 50 ] . { ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَهُمْ } الذي هو سبب الحياة الحقيقية في حياتهم الصورية ونشأتهم الدنيوية { لَهْواً وَلَعِباً } يلهون ويلعبون به ويكذبون من أرسل إليهم وأنزل عليهم الكتب لتبيينه { وَ } ما ذلك إلا أن { غَرَّتْهُمُ ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَا } بمزخرفاتها من اللذات الجسمانية والشهوات النفسانية ، وصاروا بسبب تغريراتها ناسين العهود والمواثيق التي جرت بيننا وبينهم في بدء فطرتهم { فَٱلْيَوْمَ } أي : حين كشف السرائر وارتفعت الحجب { نَنسَـٰهُمْ } ولم نلتفت نحوهم { كَمَا نَسُواْ } في النشأة الأولى { لِقَآءَ يَوْمِهِمْ هَـٰذَا } في النشاة الأخرى مع ورود الإنذارات التخويفات الجارية على ألسنة الرسل و الكتب { وَمَا } أي : وكما { كَانُواْ بِآيَٰتِنَا } الدالة على أمثال هذه الإنعامات { يَجْحَدُونَ } [ الأعراف : 51 ] ينكرون ويصرون كذلك يخدلون في النار وينسون .