Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 43-44)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

اذكر يا أكمل الرسل وقت { إِذْ يُرِيكَهُمُ ٱللَّهُ } أي : أعدائك { فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً } مما كانوا عليه ، تشجيعاً لكل ولأصحابك { وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيراً } وعلى شوكتهم التي هم فيها { لَّفَشِلْتُمْ } وخيبتم ألبتة رهبةً وهيبةً { وَ } بعدما خيبتم { لَتَنَازَعْتُمْ فِي ٱلأَمْرِ } أي : أمر القتال بعدما عرفتم كثرتهم وشوكتهم ، بل تشرفون على الاستدبار والانهزام { وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ سَلَّمَ } أي : أنعم عليكم بالسلامة من الفشل والتنازع بإنزال السكينة والوقار على قلوبكم ؛ بسبب تلبيس التقليل { إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } [ الأنفال : 43 ] بعلم مآل أمركم وعاقبته ، لذلك لبَّس عليكم ؛ ليجرئكم على القتال لإعلاء كلمة توحيده ونصر دينه . { وَ } اذكروا أيضاً إمداد الله إياكم بتلبيس الأمر عليكم { إِذْ يُرِيكُمُوهُمْ } أي : أعداءكم { إِذِ ٱلْتَقَيْتُمْ } صافين من الطرفين { فِيۤ أَعْيُنِكُمْ } كما في منامكم { قَلِيلاً } لتستقلوهم وتجترءوا عليهم { وَ } يلبس أمركم عليهم أيضاً تغريراً لهم ومكراً ؛ إذ { يُقَلِّلُكُمْ فِيۤ أَعْيُنِهِمْ } حتى لا يبالوا بكم ويجمعكم ؛ ولذلك قال أبو جهل حين تراءت الفئتان : إن محمداً وأصحابه أكلة جذور ، وإنما فعل سبحانه ما فعل من التلبيس على كلا الفريقين { لِيَقْضِيَ ٱللَّهُ أَمْراً كَانَ } عنده { مَفْعُولاً } حتماً { وَ } بالجملة : { إِلَى ٱللَّهِ } لا إلى غيره { تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ } [ الأنفال : 44 ] كلها ؛ إذ منه بدأ وإليع يعود .