Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 48-49)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَ } من جملة ما يعين عليكم ويمد لنصركم : تغرير الشيطان وإغراؤه على أعدائكم إمداداً لكم فيصير وبالاً عليهم ، اذكروا { إِذْ زَيَّنَ } أي : حسن وحبب { لَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ } أي : عداوتهم وقتالهم معكم { وَقَالَ } الشيطان تحريضاً لهم على القتال ملقياً في روعهم على سبيل الوسوسة ، حتى خيلوا أنهم لا يغلبون أصلاً اعتماداً على كثرة عددهم وعُددهم : { لاَ غَالِبَ لَكُمُ ٱلْيَوْمَ مِنَ ٱلنَّاسِ } فلكم اليد والغلبة { وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ } مجير لكم { فَلَمَّا تَرَآءَتِ ٱلْفِئَتَانِ } أي : تلافيا وتلاحقا فرأى اللعين من صفوف الملائكة ما رأى { نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ } أي : رجع قهقرى { وَقَالَ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّنْكُمْ } ومن جواركم { إِنَّيۤ أَرَىٰ } من جنود السماء { مَا لاَ تَرَوْنَ } ينزلون منها ؛ لإمداد هؤلاء بإذن الله { إِنَّيۤ أَخَافُ ٱللَّهَ } من قهره وغضبه { وَٱللَّهُ } القادر على جميع وجوه الانتقام { شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } [ الأنفال : 48 ] أليم العذاب ، لا نجاة للعصاة الغواة من عذابه وعقابه . اذكروا { إِذْ يَقُولُ ٱلْمُنَافِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ } أي : الذين لم يصفوا عن شوب الشبهة ، ولم يصلوا إلى مرتبة الاطمئنان في الإيمان ، حين خرجتم نحو العدو مجزئين مع قلتكم وكثرة عددكم : { غَرَّ هَـٰؤُلاۤءِ دِينُهُمْ } فألقوا أنفسهم إلى التهلكة بأيديهم بخروج ثلاثمائة عزل بلا عدة إلى زهاء ألف مستعدين ، لا تبالوا أيها المطمئنون بالإيمان بهم وبقولهم ، لا تفتروا وتضعفوا من هذياناتهم ، بل توكلوا على ربكم وفوضوا الأمر إليه { وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ } فهو حسبه { فَإِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ } غالب في ذاته ، قادر على إعانة من استعان منه { حَكِيمٌ } [ الأنفال : 49 ] متقن في فعله وأمره ، ويأمر ما تستبعده العقول وتدهش فيه الأحلام .