Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 88, Ayat: 1-7)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ هَلْ أَتَاكَ } أي : قد أتاك ووصل إليك يا أكمل الرسل { حَدِيثُ ٱلْغَاشِيَةِ } [ الغاشية : 1 ] أي : الداهية العظيمة التي تغشى الناس وتحيط بهم يوم القيامة بشدائدها حين وقفوا بين يدي الله للعرض والجزاء ، وهم حنيئذٍ من شدة الهول والفزع حيارى ، سكارى تائهون ، هائمون ، مرعوبون عما يفعل بهم ، وكيف يحكم عليهم . وبعدما أُخذوا للحساب وحوسبوا : { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ } [ الغاشية : 2 ] ذليلة شاخصة منكوسة . { عَامِلَةٌ } يومئذ بأعمال لا تنفعها ، كالتوبة والتوجه وطلب العفو والمغفرة بعد مضي أوانها { نَّاصِبَةٌ } [ الغاشية : 3 ] مبالغة في التعب والمشقة ، رجاء أن يُعفا عنها ويغفر لها ، فلا تنفعها حينئذٍ علمها ، وإن أتعبت نفسها لانقضاء نشأة الاختبار المأمورة فيها الأعمال . { تَصْلَىٰ } وتطرح حينئذٍ { نَاراً حَامِيَةً } [ الغاشية : 4 ] في نهاية الحر والحرقة ؛ تأكيداً وتشديداً لعذابها . { تُسْقَىٰ } عند إشرافها على الهلاك من شدة العطش { مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ } [ الغاشية : 5 ] متناهية في الحرارة ، وكيف لا ، قد أوقدت حولها نار جهنم منذ خلقت ، هذا شرابهم . { لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِن ضَرِيعٍ } [ الغاشية : 6 ] شبرق يابس ، أمرُّ من الصبر وأبشع من جميع الأشياء البشعة ، ومع نهاية بشاعته ومرارته وشدة حرارته { لاَّ يُسْمِنُ } حتى يزيد في قوتهم { وَلاَ يُغْنِي } ولا يدفع { مِن جُوعٍ } [ الغاشية : 7 ] وبالجملة : لا يفيد البدن أصلاً .