Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 14-16)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وبالجملة : { قَاتِلُوهُمْ } حيث وجدتموهم ، فإنكم منصورون عليهم { يُعَذِّبْهُمُ ٱللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ } بأنواع العذاب من الأسر والقتل والإجلاء { وَيُخْزِهِمْ } أي : بذلهم ويهينهم ما بقي منهم من ذرياتهم { وَيَنْصُرْكُمْ } دائماً { عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ } بقهرهم وإذلالهم { صُدُورَ قَوْمٍ } غرباء { مُّؤْمِنِينَ } [ التوبة : 14 ] حيث صارت قلوبهم مرضى من وعيدات أولئك الطغاة الغواة ، المتجبرين المستكبرين . { وَيُذْهِبْ } بقتل أولئك الكفرة ، وقمعهم واستئصالهم { غَيْظَ قُلُوبِهِمْ } أيما حدث وخدش في قلوب هؤلاء الغرباء المؤمنين الذين تركوا أوطانهم ؛ لحب دين الإسلام من استيلاء الكفار وكثرة عددهم وعُددهم ، وجاههم ومالهم { وَيَتُوبُ ٱللَّهُ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ } أي : يصرف ويرجع من الباطل ؛ بسبب قلعهم وقمعهم من في قلوبهم مرض من الأقاصي والأداني { وَٱللَّهُ } المطلع لضمائر عباده { عَلِيمٌ } بمخايلهم وأمراض قلوبهم { حَكِيمٌ } [ التوبة : 15 ] في علاجها ودفعها . ثمَّ قال سبحانه على وجه التشنيع للمؤمنين ؛ تحريكاً لحمية الإيمان : { أَمْ حَسِبْتُمْ } وظننتم أيها المؤمنون الكارهون للقتال ، المتقاعدون عن امتثال الأوامر الواقعة فيه { أَن تُتْرَكُواْ } على ما أنتم عليه ، ولا تؤمروا بالقتال من بعد { وَ } زعمتم زعماً فاسداً { لَمَّا يَعْلَمِ ٱللَّهُ } ولما يفصل ويميز بعلمه الحضوري { ٱلَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ } في سبيله مخلصين خالصاً لرضاه . { وَ } مع ذلك { لَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ } { وَلاَ } من دون { رَسُولِهِ } المستخلف منه ، النائب عنه { وَلاَ } من دون { ٱلْمُؤْمِنِينَ } المرابطين قلوبهم مع الله ورسوله { وَلِيجَةً } أي : بطانةً ومرجعاً يوالونهم ويفشون إليهم سرائرهم ، بلى إن الله عليم بجميع ما صدر عنكم من علامات الإخلاص وأمارات النفاق { وَٱللَّهُ } المطلع لجميع أحوالكم { خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } [ التوبة : 16 ] أي : تتخيلون وتحضرون من التكاسل والتواني والإلجاء إلى الأعداء والرجوع إليهم في خلواتكم وأسراركم .