Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 19-22)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَجَعَلْتُمْ } أي : صيَّرتم وسوَّيتم أيها المشركون المعاندون المكابرون { سِقَايَةَ ٱلْحَاجِّ وَعِمَارَةَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ } مع كونها صادرتين عنكم ، وأنتم على شرككم وضلالكم { كَمَنْ آمَنَ بِٱللَّهِ } أي : كإيمان من آمن بتوحيد الله { وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } المعدّ لجزاء الأعمال { وَجَاهَدَ } بماله ونفسه { فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } لإعلاء دينه وكلمة توحيده ؟ ! كلا وحاشا { لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ ٱللَّهِ } عملة السقاية وعمارة المساجد مع المؤمنين الموقنين بتوحيد الله المجادهين في سبيله لنصرة دينه { وَٱللَّهُ } الهادي لعباده إلى توحيده { لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ } [ التوبة : 19 ] الخارجين عن مقتضى أوامره ونواهيه المنزلة على رسله وأنبيائه . { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } أي : تحققوا بمرتبة اليقين العلمي بتوحيد الله { وَهَاجَرُواْ } عن بقعة الإماكن طالبين مرتبة أعلى منها { وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } وطريق توحيده { بِأَمْوَالِهِمْ } أي : يبذل ما نسب إليهم من أمتعة الدنيا العاتقة عن الوصول إلى فضاء الوحدة { وَأَنْفُسِهِمْ } بمنعها عن مشتهياتها ومقتضياتها ، ظالبين إفناء أنانياتهم وهوياتهم في هوية الحق { أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ ٱللَّهِ } وأعلى منزلة ومرتبة ما داموا سالكين سائرين { وَ } بعد وصولهم وانقطاع سلوكم { أُوْلَـٰئِكَ } السعداء الواصلون { هُمُ ٱلْفَائِزُونَ } [ التوبة : 20 ] بما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ، ولا خطر على قلب بشر . لذلك { يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم } أي : باستعدادتهم الكامنة في عالم الأسماء والصفات { بِرَحْمَةٍ } غير منقطعة ، نازلة { مِّنْهُ } سبحانه { وَرِضْوَانٍ } كلَّت الألسن عن تفسيره وانحسرت العقول عن التعبير عنه { وَجَنَّاتٍ } منتزها متجددات حسب تجددات التجليات الحبي ة { لَّهُمْ فِيهَا } أي : في تلك الجنات المتجددات { نَعِيمٌ } أي : إمداد وفواتح { مُّقِيمٌ } [ التوبة : 21 ] دائم غير منقطع . { خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً } مؤبداً لا تأبيد أمد وزمان ، وبالجملة : { إِنَّ ٱللَّهَ } المتجلي على قلوب خلَّص عباده { عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ } [ التوبة : 22 ] لهم ، بحسب استعداداتهم وقابلياتهم بعدما انكشفوا .