Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 62-66)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ومن جملة نفاق المنافقين وشقاقهم : إنهم { يَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ لَكُمْ } لتسليتكم وتلبيسكم أيها المؤمنون على ما صدر عنهم من التخلف والتقول على سبيل العذر { لِيُرْضُوكُمْ } أي : لترضوا عنهم وتقبلوا عذرهم { وَٱللَّهُ } المطلع لضمائرهم { وَرَسُولُهُ } الملهم من عنده بمخايلهم وأباطيلهم { أَحَقُّ } وأليق { أَن يُرْضُوهُ } أي : رسوله أحق بالإرضاء والمراضاة ، وحد الضمير ؛ لأن إرضاء الرسول مستلزم لإرضاء الله ، بل هو عين إرضائه سبحانه عند من ارتفع سبيل التعدد عن عينه ، وغشاوة الكشرة عن بصره { إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ } [ التوبة : 62 ] بالله وبحقية رسوله . { أَلَمْ يَعْلَمُوۤاْ } ويفهموا أولئك المتخلفون ، المؤذون لله ورسوله { أَنَّهُ } أي : الشأن { مَن يُحَادِدِ } ويشاقق { ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } ويتعد حدود الله ويخالف أمر رسوله { فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ } جزاءً لما اقترف من المعاداة ، فيكون { خَالِداً فِيهَا } لا ينجو منها أصلاً { ذٰلِكَ } أي : الخلود في جهنم الحرمان { ٱلْخِزْيُ ٱلْعَظِيمُ } [ التوبة : 63 ] والهلاك الدائم . ومن شدة نفاقهم وشقاقهم { يَحْذَرُ ٱلْمُنَافِقُونَ } المصرون على الكفر الكامن في قلوبهم ، المظهرون للإيمان استهزاءً ومداهنةً { أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ } أي : على المؤمنين { سُورَةٌ } طائفة من الكلام { تُنَبِّئُهُمْ } وتخبرهم { بِمَا فِي قُلُوبِهِم } من الكفر والنفاق فحينئذٍ فعلوا ما فعلوا بالمشركين المجاهدين { قُلِ } لهم تهديداً وتقريراً : { ٱسْتَهْزِءُوۤاْ } بالمؤمنين ، وامضوا على ما أنتم عليه من الكفر والنفاق { إِنَّ ٱللَّهَ } المنتقم منكم { مُخْرِجٌ } مظهر { مَّا } كنتم { تَحْذَرُونَ } [ التوبة : 64 ] منه ، وهو إنزال السورة ؛ لإفشاء حالكم . { وَ } كيف لا ينتقم الله عنهم { لَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ } أي : لئن سألتهم وأخذتهم حين استهزءا بك وبأصحابك وقت مرورهم عليك في غزوة تبوك قائلين : انظروا إلى هذا الرجل يريد أن يفتح قصور الشام وحصونه هيهات هيهات ، فألهمت به فدعوتهم ، وقلت لهم : قلتم كذا كذا ؟ فقالوا : لا والله ما كنا في أمرك وأصحابك في شيء ، بل { إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ } بالأراجيف مزاحاً ؛ ليهون السفر علينا { قُلْ } لهم بمقتضى علمك إياهم ، بوحي الله وإلهامه توبيخاً وتقريعاً : { أَبِٱللَّهِ } المنزه ذاته عن أن يستهزئوا { وَآيَاتِهِ } البريئة عن النقض { وَرَسُولِهِ } المطهر عن شوب الكذب { كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ } [ التوبة : 65 ] . { لاَ تَعْتَذِرُواْ } بالأعذار الفاسدة ، ولا تحلفوا بالحلف الكاذب ، إنكم { قَدْ كَفَرْتُمْ } وأظهرتم بإيذاء الرسول والطعن في دينه { بَعْدَ إِيمَانِكُمْ } بعدما أظهرتم الإيمان فارتفع الأمان عنكم بفعلكم هذا فلحقتم بالمشركين ، فنفعل بكم ما نفعل بهم { إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنْكُمْ } بعدما تابوا عمَّا صدر عنهم ، ورجعوا إلى الله نادمين خاشعين عن ظهر القلب { نُعَذِّبْ } بالقتل والأسر ، والإجلاء والإذلال { طَآئِفَةً } أخرى منكم { بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ } [ التوبة : 66 ] مصرين على ما هم عليه من الكفر والنفاق وإيذاء الرسول والتخلف عن أمره بلا توبة وندامة .