Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 66-67)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { أَلاۤ } أداة تنبيه . قوله : { مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰت وَمَنْ فِي ٱلأَرْضِ } من واقعة على العاقل ، فالمراد بمن في السموات والملائكة ، وبمن في الأرض الإنس والجن ، وخصهم بالذكر لشرفهم ، وليعلم أن غيرهم من باقي المخلوقات ، مملوكون لله بالطريق الأولى ، وهذا هو الحكمة في تعبيره في الآية الأولى بما وفي هذه الآية بمن ، أو يقال في الحكمة : إن التغاير إشارة إلى أن الخلق جميعاً في قبضته ، ومملوكون له سبحانه وتعالى ، فإن ما مستعملة في غير العاقل كثيراً ، ومن بالعكس ، فأفاد أن جميع ما في السموات وما في الأرض ، مملوكون له حقيقة . قوله : { وَمَا يَتَّبِعُ ٱلَّذِينَ } { وَمَا } نافية ، وَ { يَتَّبِعُ } فعل مضارع ، و { ٱلَّذِينَ } فاعل ، و { يَدْعُونَ } صلته ، و { مِن دُونِ ٱللَّهِ } متعلق بيدعون ، و { شُرَكَآءَ } مفعول { يَتَّبِعُ } ومفعول { يَدْعُونَ } محذوف قدره المفسر بقوله : ( أصناناً ) والمعنى لا يتبع الذين يعبدون غير الله أصناماً شركاء حقيقة ، فالمنفي كونها شركاء حقيقة ، وأما ادعاؤهم الشركة لله فثابت ، وهذا نتيجة قوله : { أَلاۤ إِنَّ لِلَّهِ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰت وَمَنْ فِي ٱلأَرْضِ } فيصير المعنى حيث ثبت أن له جميع ما في السموات وما في الأرض عقلاء وغيرهم ، تحقق وثبت أنه ليس له شريك أصلاً ، إذ ليس شيء مما جعلوه إلهاً خارجاً عن السموات والأرض ، فكيف يكون المملوك شريكاً تعالى الله عن ذلك . قوله : { إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ } أي لأنهم مقلدون لآبائهم ، حيث قالوا : { إِنَّا وَجَدْنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ ءَاثَارِهِم مُّقْتَدُونَ } [ الزخرف : 23 ] . قوله : { وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ } هذا من حصر الموصوف في الصفة ، أي ليس لهم صفة إلا الكذب ، والخرص في الأصل الحرز والتخمين ، والمراد منه هنا الكذب ، كما أفاده المفسر . قوله : ( يكذبون في ذلك ) أي اتباعهم الظن . قوله : { هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيلَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ } هذا من جملة الأدلة القطعية ، على أنه واحد لا شريك له ، وفي هذه الآية احتباك ، حيث حذف من كل نظير ما أثبته في الآخر ، فحذف من الأول وصف الليل وهو مظلماً وذكر حكمته ، وحذف من الثاني الحكمة وذكر وصفه ، والأصل هو الذي جعل لكم الليل مظلماً لتسكنوا فيه ، والنهار مبصراً لتبتغوا وتتحركوا فيه . قوله : { لِتَسْكُنُواْ فِيهِ } أي لتستريحوا من تعب النهار . قوله : ( مجاز ) أي عقلي من الإسناد للظرف . قوله : { إِنَّ فِي ذٰلِكَ } أي الجعل المذكور . قوله : { لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ } خصهم بالذكر لأنهم المنتفعون بذلك . قوله : ( أي اليهود ) أي حيث قالوا : { عُزَيْرٌ ٱبْنُ ٱللَّهِ } [ التوبة : 30 ] ، وقوله : ( والنصارى ) أي قالوا : { ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ ٱللَّهِ } [ التوبة : 30 ] ( ومن زعم ) أي وهم مشركوا العرب .