Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 107, Ayat: 1-7)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : ( أي هل عرفته ) أشار بذلك إلى أن الرؤية بمعنى المعرفة ، فتنصب مفعولاً واحداً ، وهو الاسم الموصول ، وقيل : إن الرؤية بصرية ، فتتعدى لمفعول واحد أيضاً ، وقيل : إنها بمعنى أخبرني ، فتتعدى لاثنين : الأول الموصول ، والثاني محذوف تقديره من هو . قوله : ( بتقدير هو بعد الفاء ) أي فاسم الإشارة خبر لمحذوف تقديره هو ، و { ٱلَّذِي } بدل أو عطف بيان على اسم الإشارة ، والجملة جواب شرط مقدر قدره المفسر بقوله : ( إن لم تعرفه ) وقرنت بالفاء لأن الجملة اسمية . قوله : { ٱلَّذِي يَدُعُّ ٱلْيَتِيمَ } كأبي جهل كان وصياً على يتيم ، فجاء عرياناً يسأله من مال نفسه فدفعه ، ويصح حمل الحق على الميراث ، لأنهم كانوا لا يورثون النساء ولا الصبيان ويقولون : إنما يجوز المال ، من يطعن بالسنان ، ويضرب بالحسام ، ودعّ بالتشديد من باب رد ، وقرئ شذوذاً بالتخفيف أي يدعوه ليستخدمه قهراً . قوله : ( أي إطعامه ) أشار بذلك إلى أن الحض يتعلق بالمصدر الذي هو فعل الفاعل ، لا بالشيء المطعوم . قوله : ( نزلت في العاص بن وائل ) وقيل : نزلت في أبي جهل وقيل : في عمرو بن عائذ المخزومي ، وقيل : في عبد الله بن أبي ابن سلول ، وتقدم ذلك . قوله : { فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ } { وَيْلٌ } مبتدأ ، و { لِّلْمُصَلِّينَ } خبره ، والفاء سببية ، والمعنى : أن الدعاء عليهم بالويل ، متسبب عن هذه الصفات الذميمة ، ووضع الظاهر وهو المصلين موضع المضمر لأنهم مع التكذيب ، وما أضيف إليه ، ساهون عن الصلاة ، غير مكترثين بها ، وهذا على أن السورة كلها ، إما مكي أو مدني ، وعلى القول بالتنصيف ، فالويل متعلق بالمصلين الموصوفين بكونهم عن صلاتهم ساهون ، وما بعده فلا ارتباط له بما قبله ، والفاء واقعة في جواب شرط مقدر تقديره : إن أردت معرفة جزاء أهل النفاق في الصلاة وغيرها فويل الخ . قوله : { ٱلَّذِينَ } نعت { لِّلْمُصَلِّينَ } أو بدل بيان ، وكذا الموصول بعده . قوله : { عَن صَلاَتِهِمْ } إنما عبر بـ { عَن } دون في ، لأن صلاة المؤمن لا تخلو عن السهو فيها ، فالمذموم السهو عنها بمعنى تركها والتفريط فيها ، لا السهو فيها لوقوعه من الأنبياء . قوله : ( يؤخرونها عن أوقاتها ) أي ولا يفعلونها بعد ذلك ، ووجه تسميتهم مصلين مع أنهم تاركون لها ، أنها مفروضة عليهم ، فكانت جديرة بأن تضاف لهم ، فتحصل أن معنى { سَاهُونَ } تاركون لها رأساً ، أو إن حصلت منهم تكون رياء وسمعة ، قال ابن عباس : هم المنافقون يتركون الصلاة إذا غابوا عن الناس ، ويصلونها في العلانية إذا حضروا ، وأما من ترك الصلاة وهو مؤمن موحد ، فهو عاص ، عليه أن يتوب ويقضيها ، فإن مات وهو مصر على تركها فهو تحت المشيئة ، وأما إن تاب وشرع في القضاء فمات قبل تمامه ، فإنه مغفور له . قوله : { ٱلَّذِينَ هُمْ يُرَآءُونَ } أصله يرائيون كيقاتلون ، استثقلت الضمة على الياء فحذفت ، فالتقى ساكنان ، حذفت الياء لالتقائمها ؛ وضمت الهمزة لمناسبة الواو والمفاعلة ، باعتبار أن المرائي يرى الناس عمله وهم برونه الثناء عليه ، والفرق بين المنافق والمرائي ، أن المنافق يبطن الكفر ويظهر الإيمان ، والمرائي يظهر الأعمال مع زيادة الخشوع ، ليعتقد فيه من يراه ، أنه من أهل الدين والصلاح ، أما من يظهر النوافل ليقتدى به ، وقلبه خالص مع الله ، فليس بمذموم . قوله : ( في الصلاة وغيرها ) أي كالصدقة ونحوها من أنواع البر . قوله : { وَيَمْنَعُونَ ٱلْمَاعُونَ } منع يتعدى لمفعولين ، ثانيهما . قوله : { ٱلْمَاعُونَ } أولهما محذوف تقديره الناس حذف للعلم به ، و { ٱلْمَاعُونَ } فاعول من المعن ، وهو الشيء القليل ، يقال : مال معن أي قليل ، أو اسم مفعول من أعان يعين ؛ فأصله معوون دخله القلب المكاني فصار موعون ، تحركت الواو الأول وانفتح ما قبلها ، قلبت ألفاً ، وهو اسم جامع لنافع البيت ، كالقدر والفأس ونحوهما ، وعليه درج المفسر ، لما روي عن ابن عباس قال : كنا نعد الماعون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم عارية الدلو والقدر ، وهذا أحد تفاسير للماعون ، وقيل : هو الزكاة ، وقيل : هو ما لا يحل منعه ، مثل الماء والملح والنار ، ويلحق بذلك البئر والتنور ، وقيل : هو المعروف كله الذي يتعاطاه الناس فيما بينهم ، ففي هذه الآية زجر عن البخل بهذه الأشياء القليلة الحقيرة ، فإن البخل بها في نهاية البخل ، قال العلماء : ويستحب أن يستكثر الرجل في بيته ما يحتاج إليه الجيران ، فيعيرهم ويتفضل عليهم ، ولا يقتصر على الواجب .