Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 111, Ayat: 1-5)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ } بفتح الهاء وسكونها ، سبعيتان ولغتان جيدتان ، واتفق القراء على فتح الهاء في قوله : { ذَاتَ لَهَبٍ } والفرق أنها فاصلة ، فلو سكنت زال التشاكل . قوله : ( وهذه خبر ) أي إخبار بحصول التباب له الذي دعا به عليه في الجملة الأولى ، وهذا أحد قولين ، وقيل : إن كلتا الجملتين دعاء ، وصرح بكنيته لقبح اسمه ، فإن اسمه عبد العزى ، أو لأن الله تعالى أراد أن يحقق نسبته بأن يدخله النار . قوله : { مَآ أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ } يصح أن تكون { مَآ } نافية أو استفهامية ، وعلى الثاني فهو في محل نصب بـ { أَغْنَىٰ } والتقدير : أي شيء أغنى قدم لكونه له صدر الكلام . قوله : { مَالُهُ } أي الموروث من آبائه . قوله : ( وكسبه ) أشار بذلك إلى أن { مَا } مصدرية ، ويصح أن تكون اسم موصول بمعنى الذي ، والعائد محذوف ، أي والذي كسبه . قوله : ( أي ولده ) وهو عتيبة بالتصغير ، وأما عتبة ومعتب فقد أسلما ، قال بعضهم : @ كرهت عتيبة إذ أجرما وأحببت عتبة إذْ أسلما كذا معتب مسلم فاحترز وخف أن تسب فتى مسلما @@ ومات أبو لهب بداء يسمى العدسة ، بعد وقعة بدر لسبع ليال ، والعدسة قرحة تخرج بالبدن فتقتل صاحبها ، كانت العرب تهرب منها لزعمهم أنها تعدي . قوله : { سَيَصْلَىٰ نَاراً } أي يحترق بها . قوله : ( فهي مآل تكنيته ) جواب عما يقال : كيف ذكره بكنيته دون اسمه وهو عبد العزى ، مع أن ذلك إكرام واحترام ؟ وإيضاحه أنه ذكره بكنيته لموافقة حاله لها ، فإن مصيره إلى النار ذات اللهب ، أو لأن ذكره باسمه خلاف الواقع حقيقة ، لأنه عبد الله لا عبد العزى ( وهي أم جميل ) أي وهي أخت أبي سفيان بن حرب ، وكانت عوراء وماتت مخنوقة بحبلها . قوله : { حَمَّالَةَ ٱلْحَطَبِ } إن قلت : إنها كانت من بيت العز والشرف ، فكيف يليق بها حمل الحطب ؟ قلت : إنها لشدة عداوتها للنبي صلى الله عليه وسلم لا تستعين في ذلك بأحد ، بل تفعله بنفسها . قوله : ( بالرفع ) أي على أنه نعت لامرأته ، وقرأ عاصم { حَمَّالَةَ } بالنصب على الذم أو الحال من امرأته ، والمعنى : أنها تصل النار حال كونها { حَمَّالَةَ ٱلْحَطَبِ } لما ورد : " أنها تحمل يوم القيامة حزمة من حطب النار ، كما كانت تحمل الحطب في الدنيا " . قوله : ( والسعدان ) هو نبت له شوك يشبه به حلمه الثدي وهو بوزن سرحان . قوله : ( تلقيه ) أي بالليل لقصد أذية النبي صلى الله عليه وسلم . قوله : { فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ } قيل : إنها في الدنيا كانت تحتطب في حبل من ليف تجعله في عنقها ، فبينما هي ذات يوم حاملة للحزمة ، فقعدت على حجر لتستريح ، إذا أتاها ملك فجذبها من خلفها فأهلكها خنقاً بحبلها ، وقيل : هذا في الآخرة ، قال ابن عباس : هو سلسلة من حديد ، ذرعها سبعون ذرعاً ، تدخل من فيها وتخرج من دبرها ، ويكون سائرها في عنقها ، فتلت من حديد فتلا محكماً اهـ . ويكون المراد بالمسد الحديد ، فإنه يطلب عليه أيضاً كما يؤخذ من القاموس ، ولا مانع من الجمع ، قوله : ( أي ليف ) قيل : هو ليف المقل وهو شجر الدوم أبيض مشهور ، وقيل : مطلق الليف قوله : ( وهذه الجملة ) أي المركبة من المبتدأ الذي هو { حَبْلٌ } ، ومن الخبر الذي هو { فِي جِيدِهَا } . قوله : ( أو خبر مبتدأ مقدر ) أي وتقديره : المرأة المذكورة { فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ } .