Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 1-2)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَٱلَّذِيۤ أُنزِلَ إِلَيْكَ } اسم الموصول مبتدأ و { أُنزِلَ } صلته و { مِن رَّبِّكَ } متعلق به أو حال ، وقوله : { ٱلْحَقُّ } خبر كما قال المفسر ، والمعنى أن القرآن الذي أنزل عليك من ربك ، هو الحق الذي لا شك فيه . قوله : ( أي أهل مكة ) هذا تفسير للناس باعتبار النزول ، وإلا فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، فأكثر الناس لا يؤمنون في كل زمان . قوله : { لاَ يُؤْمِنُونَ } أي لا يصدقون بذلك ، والمعنى لا تعتبرهم ، فإنهم لا يعول عليهم . قوله : { ٱللَّهُ ٱلَّذِي رَفَعَ } إلخ هذا شروع في ذكر الأدلة على وجوب وجوده تعالى ، واتصافه بالكمالات ، وبدأ بأدلة من العالم العلوي ، وأعقبها بأدلة من العالم السفلي قوله : { وَهُوَ ٱلَّذِي مَدَّ ٱلأَرْضَ } [ الرعد : 3 ] إلخ . قوله : ( جمع عماد ) أي على غير قياس ، وقياسه أن يجمع على عمد بضمتين ، وقد قرىء به شاذاً ، وقيل جمع عمود . قوله : ( وهو الإسطوانة ) ويقال له سارية . قوله : ( وهو صادق بأن لا عمد أصلاً ) أي وهو المراد ، فالنفي منصب على المقيد بقيده ، أي لم تروها لعدم وجودها ، وقيل إن لها عمداً على جبل قاف ، وهو جبل من زمرد محيط بالدنيا ، والسماء عليه مثل القبة ، فالنفي منصب على القيد دون المقيد ، وعلى ذلك فجملة ترونها صفة لعمد ، والضمير عائد عليها ، وقيل إن ترونها حال من السموات ، والتقدير رفع السموات حال كونها مرئية لكم بغير عمد ، وقيل إنها جملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب ، وعلى هذين القولين ، فالضمير عائد على السموات . قوله : { ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ } ثم لمجرد العطف لا للترتيب ، إذ لا ترتيب بين رفع السموات والاستواء على العرش ، والاستواء في الأصل الركوب والتمكن ، وذلك مستحيل عليه تعالى ، لاستلزامه الجسمية أو الجهة ، والمراد به هنا القهر والغلبة والاستيلاء ، لأن من شأن من ركب على شيء ، أن يكون قاهراً غالباً له ، ومن ذلك قول الشاعر : @ قد استوى بشر على العراق من غير سيف ودم مهراق @@ وهذه طريقة الخلف ، وما مشى عليه المفسر طريقة السلف ، وكل من الطريقتين صحيح . قوله : { وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ } أي لنفع العالم بهما . قوله : ( يوم القيامة ) أي وحينئذ فيلقيان في النار بعد ذهاب نورهما ، ليعذب بهما عبادهما ، وما درج عليه المفسر ، من أن المراد بالأجل المسمى هو يوم القيامة ، أحد تفسيرين ، والآخر أن المراد به الوقت المعين لقطع الفلك ، فإن الشمس تقطعه في سنة واحدة ، والقمر في شهر لا يختلف جري واحد منهما ، قال تعالى : { وَٱلشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَـا } [ يس : 38 ] إلخ ، وكل صحيح . قوله : { يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ } أي أمر العالم العلوي والسفلي ، وذلك بالإحياء والإماتة والإعزاز والإذلال ، وغير ذلك من أنواع التصرفات . قوله : { لَعَلَّكُمْ بِلِقَآءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ } أي لأن من قدر على ذلك كله ، فهو قادر على إحياء الإنسان بعد موته .