Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 100-103)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { عَلَىٰ ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ } مقابل قوله : { وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } . وقوله : { وَٱلَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ } مقابل قوله : { عَلَىٰ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } [ النحل : 99 ] . قوله : ( أي الله ) بذلك إلى أن الضمير راجع لربهم والباء للتعدية ، ويصح أن يعود على الشيطان ، وتكون الباء سببية وهي أولى ، لعدم تشتيت الضمائر . قوله : { وَإِذَا بَدَّلْنَآ آيَةً } الخ ، سبب نزولها ، أن المشركين من أهل مكة قالوا : إن محمداً يسخر بأصحابه ، يأمره اليوم بأمر ، وينهاهم عنه غداً ، ما هذا إلا مفتر يتقوله من تلقاء نفسه . قوله : { وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ } هذه الجملة معترضة بين الشرط وجوابه ، أتى بها تسلية له صلى الله عليه وسلم ، والمعنى والله أعلم بالناسخ والمنسوخ ، فيكفيك علمه ، فلا يحزنك ما قالوه . قوله : ( تقوله من عندك ) أتختلقه من عند نفسك وليس بقرآن . قوله : ( حقيقة القرآن ) أي وهو أنه اللفظ المنزل من عند الله على محمد صلى الله عليه وسلم للإعجاز بأقصر سورة منه المتعبد بتلاوته . قوله : ( وفائدة النسخ ) أي وهي المصالح التي تعود على العباد . قوله : { رُوحُ ٱلْقُدُسِ } بضم الدال وسكونها ، قراءتان سبعيتان ، أي الروح المقدس ، بمعنى المطهر المنزه على الرذائل ، فهو من إضافة الموصوف للصفة . قوله : { بِٱلْحَقِّ } الباء للملابسة ، أي نزله تنزيلاً ملتبساً بالحق . قوله : ( بإيمانهم به ) أي بسبب إيمانهم بالقرآن . قوله : { لِلْمُسْلِمِينَ } أي وأما لغيرهم فهو خسران ، لا يزيدون به إلا ضلالاً ، فهو تعريض بحصول ضد ذلك لغير المسلمين . قوله : { وَلَقَدْ نَعْلَمُ } أي علماً مستمراً لا تجدد فيه . قوله : { إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ } { إِنَّمَا } أداة حصر ، أي لا يعلم محمد القرآن إلا بشر ، لا جبريل كما يقول . قوله : ( وهو قين ) أي حداد وكان رومياً وفي نسخه قن أي عبد واسمه جبر ، وهو غلام عامر بن الحضرمي ، وقيل يعنون جبراً ويساراً ، كانا يصنعان السيوف بمكة ، ويقرآن التوراة والإنجيل باللغة التي نزلا بها ، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يمر عليهما ويسمع ما يقرآنه ، ليتسلى بما وقع للأنبياء قبله ، وقيل غير ذلك ، وعلى كل فقد ورد أنه أسلم ذلك البشر الذي نسبوا لرسول الله التعلم منه . قوله : ( قال تعالى ) أي رداً عليهم . قوله : ( يميلون ) { إِلَيْهِ } أي ينسبون إليه أنه يتعلم منه . قوله : { أَعْجَمِيٌّ } الأعجمي الذي لم يتكلم بالعربية . قوله : { وَهَـٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ } أي ولا يكون العربي متلقياً من العجمي . قوله : ( فكيف يعلمه أعجمي ) أي لا يصح ولا يليق ذلك لاستحالته عادة .