Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 94-96)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَلاَ تَتَّخِذُوۤاْ أَيْمَانَكُمْ } أي عهودكم . قوله : { دَخَلاً بَيْنَكُمْ } أي فساداً وخديعة . قوله : ( كرره تأكيداً ) أي كرر النهي عن اتخاذ الأيمان خديعة وحيلة ، تأكيداً للإشارة إلى أن هذا أمر فظيع جداً ، فإن نقض العهد ، فيه فساد الدين والدنيا والعرض ، والوفاء به ، خير الدنيا والآخرة . قوله : { فَتَزِلَّ قَدَمٌ } منصوب بإضمار أن في جواب النهي ، وأفرد القدم ونكره ، إشارة إلى أن زلة القدم ولو مرة واحدة ، أو أي قدم مضرة ، لأن من زل به القدم ، فقد طرد عن باب الله . قوله : ( عن محجة الإسلام ) أي طريقه ، ومثل من زل القدم في عهد شيخه فنقضه ، فإنه مطرود عن طريقته ، ومتى طرد من طريقته ، فقد سلب ما وهبه الله له من النور الإلهي ، فلا يرجى له الفتح في طريقة أخرى ، لأن غاية الطرق واحدة ، وهو قد طرد عن الغاية . قوله : ( العذاب ) أي في الدنيا بدليل قوله : { وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } ( في الآخرة ) . قوله : { عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } أي دينه الموصل لمرضاته . قوله : ( أي بصدكم عن الوفاء ) هو من صد اللازم ، أي امتناعكم وإعراضكم عن الوفاء . قوله : ( أو بصدكم غيركم عنه ) هو من صد المتعدي ، أي منعكم غيركم . قوله : ( لأنه ) أي ذلك الغير . قوله : ( يستن ) أي يقتدي بكم في نقض العهود . قوله : { وَلاَ تَشْتَرُواْ بِعَهْدِ ٱللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً } أي لا تتركوا عهد الله ، في نظير عرض قليل تأخذونه قوله : ( بأن تنقضوه ) أي العهد ، وقوله : ( لأجله ) أي الثمن القليل ، وظاهره ولو من حلال ، وإذا كان نقض العهد ، لأجل القليل من الحلال مذموماً ، فالحرام أولى بالذم ، والمراد بالثمن القليل ، أعراض الدنيا وإن كثرت . قوله : { إِنَّمَا عِنْدَ ٱللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } علة لما قبله ، وإن حرف توكيد ونصب ، وما اسم موصول اسمها ، و { عِنْدَ ٱللَّهِ } صلته ، وجملة { هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } خبرها ، وقوله : ( من الثواب ) بيان لما . قوله : { إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } شرط حذف جوابه . وقدره المفسر بقوله فلا تنقضوا . قوله : { مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ } مبتدأ وخبر ، والنفاذ بالفتح الفناء والذهاب ، يقال نفذ بالكسر ينفد بالفتح ، فني وفرغ ، وأما نفذ بالفتح والمعجمة ينفذ بالضم ، فمعناه مضى ، يقال : نفذ حكم الأمير بمعنى مضى . قوله : { بَاقٍ } يصح الوقف عليه ، بثبوت الياء وحذفها مع سكون القاف ، قراءتان سبعيتان . قوله : ( دائم ) أي لا يفرغ ولا يفنى . قوله : ( بالياء والنون ) أي فهما قراءتان سبعيتان قوله : ( على الوفاء بالعهود ) أي والمراد مشاق التكاليف . قوله : { أَجْرَهُمْ } مفعول ثان ليجزي ، قوله : { بِأَحْسَنِ } الباء بمعنى على . قوله : ( أحسن بمعنى حسن ) أشار بذلك إلى أن أفعل التفضيل ليس على بابه ، ودفع بذلك ما يتوهم من قصر المجازاة على الأحسن الذي هو الواجبات ، مع أنهم يجازون على الواجبات والمندوبات . وهناك تقرير آخر في الآية ، وهو أن الأحسن صفة لموصوف محذوف ، أي بثواب أحسن من عملهم ، أي أكثر منه تفضلاً وإحساناً ، قال تعالى : { مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا } [ الأنعام : 160 ] والباء لمجرد التعدية .