Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 102-106)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { لَقَدْ عَلِمْتَ } هو بفتح التاء خطاب لفرعون ، أي فقال له موسى : يا فرعون والله لقد علمت أن هذه الآيات ، ما أنزلها إلا رب السماوات والأرض عبراً ، وإنما عناد ، خوفاً على ضياع ملكك ورياستك . قوله : ( وفي قراءة ) أي وهي سبعية أيضاً ، وقوله : ( بضم التاء ) أي والضمير لموسى ، ويكون المعنى : لقد أيقنت وتحققت أن هذه الآيات التي جئت بها ، منزلة من عند الله تعالى . قوله : { وَإِنِّي لأَظُنُّكَ } أي أتحققك وعبر بالظن مشاكلة ، فإن ظن فرعون كذب ، وظن موسى حق وصدق لظهور أماراته . قوله : ( أو مصروفاً عن الخير ) أي ممنوعاً منه . قوله : ( يخرج موسى وقومه ) أي بقتلهم جميعاً . قوله : { فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ جَمِيعاً } أي ففعلنا بهم ما أرادوه بموسى وقومه : { مِن بَعْدِهِ } أي بعد إغراقه . قوله : { ٱسْكُنُواْ ٱلأَرْضَ } أي أرض مصر والشام . قوله : ( أي الساعة ) أي القيامة ووعدها وقتها ، وهو النفخة الثانية . قوله : { جِئْنَا بِكُمْ } أي أحييناكم وأخرجناكم من القبور . قوله : ( جميعاً ) أشار بذلك إلى أن { لَفِيفاً } اسم جمع لا واحد له من لفظه ، وقيل مصدر لف لفيفاً ، والمعنى جئنا بكم منضماً بعضكم لبعض . قوله : { وَبِٱلْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ } معطوف على قوله ( ولقد صرفنا ) وهذا على أسلوب العرب ، حيث ينتقلون مما كانوا بصدده لشيء آخر ، ثم يرجعون له ، واختلف المفسرون في الحق الأول والثاني ، فمشى المفسر على أن المراد بهما الحكم والمواعظ والأمثال التي اشتمل عليها القرآن ، وإنما التكرير للتأكيد ، إشارة إلى أنه لم يتغير ولم يتبدل إلى يوم القيامة ، كما تغيرت التوراة والإنجيل ، وقيل المعنى وما أنزلنا القرآن إلا بالحكمة المقتضية لإنزاله لا عبثاً ، وما نزل إلا بالحكم والمواعظ ، لاشتماله على الهداية إلى سبيل الرشاد ، فالحق الأول كناية عن سبب نزوله ، والحق الثاني هو ما اشتمل عليه من المعاني . قوله : ( المشتمل عليه ) أي المحتوي عليه القرآن . قوله : { إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً } حالان من الكاف في أرسلناك . قوله : ( منصوب بفعل ) أي فهو من باب الاشتغال ، وعليه فجملة { فَرَقْنَاهُ } لا محل لها من الأعراب ، والتنوين للتعظيم أي قرآناً عظيماً . قوله : { فَرَقْنَاهُ } هو بالتخفيف في القراءة المشهورة ، وقرىء شذوذاً بالتشديد . قوله : ( نزلناه مفرقاً ) هذا أحد أقوال في تفسير قوله : { فَرَقْنَاهُ } ، وقيل بينا حلاله وحرامه ، وقيل فرقنا به بين الحق والباطل . قوله : ( أو وثلاث ) أو لحكاية الخلاف ، أي أنه اختلف في مدة نزول القرآن ، هل هي عشرون سنة ، أو ثلاث وعشرون ، وهو المبني على الخلاف في تعاقب النبوة والرسالة وتقارنهما . قوله : { لِتَقْرَأَهُ } متعلق بفرقنا ، وقوله : { عَلَى ٱلنَّاسِ } متعلق بتقرأه ، وكذا قوله : { عَلَىٰ مُكْثٍ } ولا يلزم عليه تعلق حرفي جر متحدي اللفظ والمعنى بعامل واحد ، لأن الأول في محل المفعول به ، والثاني في محل الحال أي متمهلاً فاختلف المعنى . قوله : ( مهل وتؤده ) أي سكينة وتأن . قوله : ( ليفهموه ) أي ليسهل حفظه وفهمه . قوله : ( على حسب المصالح ) أي الوقائع التي تقتضي نزوله ، فالحاصل أنه نزل مفرقاً لحكمتين : الأولى ليسهل حفظه ، والثانية اقتضاء الوقائع ، لذلك قال تعالى : { وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِٱلْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً } [ الفرقان : 33 ] . قوله : ( تهديد لهم ) أي فالمعنى أن إيمانكم لا يزيد القرآن كمالاً ، وامتناعكم لا يورثه نقصاً .