Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 66-69)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { قَالَ لَهُ مُوسَىٰ } أي بعد أن تلاقيا وحصل الوصول . قوله : { هَلْ أَتَّبِعُكَ } استفهام تعطف رعاية للأدب في حق المعلم ، وبذلك الأدب يحصل النفع والسؤدد . قوله : { عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ } أي ليس لي قصد في اتباعك إلا تعليمك إياي ، لا شيئاً من الأغراض غير التعليم . قوله : { رُشْداً } مفعول ثان لتعلمني ، أي لتعلمني صواباً من الذي علمكه . قوله : ( وفي قراءة ) أي وعليها فيكون من باب قتل ، وقياس مصدره بفتح الراء ، فيكون بضمها اسم مصدر ، وعلى الأولى فيكون من باب طرب . قوله : ( وسأله ذلك ) جواب عما يقال : إن موسى من أولي العزم ، ونبي وروسل جزماً ، وأسمعه الله كلامه ، وأعطاه التوراة ، وهو أفضل من الخضر ، فكيف يسعى إليه ويتعلم منه ؟ فأجاب : بأن الزيادة في العلم مطلوبة ، على أن علم الخضر لا يحتاج إليه موسى في شرعه ، وإنما هي مزية خص بها الخضر ، وأمر الله موسى أن يأخذها عن الخضر ويكتمها ، لتكمل له جميع المزايا ، ولا يقتضي أن الخضر أعلم منه ، لأن موسى كامل في علمه ، لا يحتاج إلى شيء من علم الخضر ، وإنما علمه من مزية خصه الله بها لا يقتدى به فيها . قوله : { قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً } أي لما ترى من مخالفة شرعك ظاهراً ، لأن المتعلم قسمان : متعلم ليس عنده شيء من العلوم ، ولم يمارس الاستدلال ، وهذا تعليمه سهل ، ويقبل كل ما ألقي عليه ، ومتعلم مارس الاستدلال وحصل العلوم ، غير أنه يريد أن يزداد علماً على علمه ، وهذا تعليمه شاق شديد ، لأنه إذا رأى شيئاً أو سمع كلاماً ، عرضه على ما عنده ، فإن وافقه وإلا ناقش فيه . قوله : { وَكَيْفَ تَصْبِرُ } الاستفهام تعجبي . قوله : ( إني على علم ) أي وهو علم الكشف . قوله : ( وأنت على علم ) أي وهو علم ظاهر الشريعة . قوله : ( مصدر ) أي مفعول مطلق مؤكد لعامله في المعنى ، لأن ( لم تحط ) بمعنى ( لم تخبر ) والخبر بالضم معناه العلم ، والأوضح أنه تمييز نسبه ، أي لم تحط به من جهة لعلم . قوله : ( أي وغير عاص ) أشار ذلك إلى أن قوله : { وَلاَ أَعْصِي } معطوف على { صَابِراً } ولا بمعنى ( غير ) . قوله : ( لأنه لم يكن على ثقة من نفسه ) أي فكأنه قال : ستجدني صابراً إن وافق شرعي ، أو أوحى الله إلي في شأنه ، فأنا لا أدري ما يفعله الله ، ولم يقل الخضر إن شاء الله ، لأن الله أطلعه على أن موسى لا يصبر على أمر يخالف شرعه ، فحينئذ جزم بأنه لا يستطيع معه صبراً . قوله : ( أن لا يثقوا إلى أنفسهم ) ضمنه معنى يميلوا ويركنوا فعداه بإلى .