Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 29-33)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ } أي وحينئذٍ غضب القوم وقالوا : أتسخرين بنا ؟ ثم قالوا : { كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي ٱلْمَهْدِ صَبِيّاً } . قوله : ( وجد ) أشار المفسر إلى أن { كَانَ } تامة ، وحينئذ فصبياً حال ، ويصح أن تكون ناقصة وصبياً خبرها . قوله : { فِي ٱلْمَهْدِ } قيل المرد به حجرها ، وقيل هو المهد بعينه ، ورد أنه لما أشارت إليه ترك الرضاع ، واتكأ على يساره ، وأقبل عليهم ؛ وجعل يشير بيمينه وقال : { إِنِّي عَبْدُ ٱللَّهِ } الخ . قوله : { عَبْدُ ٱللَّهِ } وصف نفسه بذلك لئلا يتخذ إلهاً ، وكل هذه الأوصاف تقتضي براءة أمه ، لأن هذه أوصاف الكاملين المطهرين من الأرجاس . قوله : { وَجَعَلَنِي نَبِيّاً } أي في الحال ، وقيل المراد سيجعلني بعد الأربعين قولان للعلماء ، والله أعلم بحقيقة الحال . قوله : ( أي نفاعاً للناس ) أي لأنه يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى ويهدي من ضل . قوله : ( إخبار بما كتب له ) أي فالماضي بمعنى المستقبل ، وقيل على حقيقته . قوله : ( أمرني بهما ) بفعلهما . قوله : { وَبَرّاً } العامة على فتح الباء وقرئ بكسرها ، إما على حذف مضاف أي ذا بر ، أو مبالغة . قوله : ( متعاظماً ) أي بل جعلني متواضعاً ، ومن تواضعه أنه كان يأكل ورق الشجر ، ويجلس على التراب ، ولم يتخذ له مسكناً . قوله : { وَٱلسَّلاَمُ } أل فيه للعهد ، أي السلام الحاصل ليحيى حاصل لي ، فلا يقال إن يحيى سلم عليه ربه ، وعيسى سلم على نفسه ، بل هو حاك السلام عن الله . قوله : { وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً } هذا آخر كلامه ، ثم سكت بعد ذلك ، فلم يتكلم حتى بلغ المدة التي يتكلم فيها الأطفال . قوله : ( قال تعالى ) أشار بذلك إلى أن هذا من كلام الله تعالى ، وأما كلام عيسى فقد انتهى إلى قوله : { حَيّاً } .