Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 25-25)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَبَشِّرِ } جرت عادة الله في كتابه أنه إذا ذكر ما يتعلق بالكافرين وأحوالهم وعاقبة أمرهم يذكر بلصقه ما يتعلق بالمؤمنين وأحوالهم وعاقبة أمرهم ، فإن القرآن نزل لهذين الفريقين ، والبشارة هي الخبر السار سمي الخبر بذلك لطلاقة البشرة والسرور عنده ، والأمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو للوجوب لأن البشارة من جملة ما أمر بتبليغه ، ويحتمل أن الأمر عام له ولكل من تحمل شرعه كالعلماء . قوله : ( أخبر ) مشى المفسر على أن معنى البشارة الخبر مطلقاً لكن غلب في الخبر وضده على الندارة ، وأما قوله تعالى : { فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } [ آل عمران : 21 ] فمن باب التشبيه يجامع أن كلاً صادر من المولى وهو لا يتخلف . قوله : ( صدقوا بالله ) إنما على ذلك لأنه يلزم من التصديق بالله التصديق بما أخبر به على لسان رسله . قوله : { ٱلصَّـٰلِحَٰتِ } وصف جرى مجرى الأسماء فلذلك صح إسناد العوامل له ، فلا يقال إنه صفة لموصوف محذوف أي الأعمال الصالحات . قوله : ( من الفروض ) أي كالصلوات الخمس وصيام رمضان والحج في العمرة مرة وزكاة الأموال والجهاد إذا فجأ العدو ، وقوله والنوافل أي كصلاة التطوع وصومه ومواساة الفقراء وغير ذلك من أنواع البر ، والمراد عملوا الصالحات على حسب الطاقة قال تعالى : { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسْتَطَعْتُمْ } [ التغابن : 16 ] . قوله : ( أي بأن ) أشار بذلك إلى حذف الجار وهو مطرد مع أن قال ابن مالك : @ نقلاً وفي أن وأن يطرد مع امن لبس كعجبت أن يدوا @@ قوله : { لَهُمْ جَنَّٰتٍ } جمع جنة واختلف في عددها فقيل أربع وهو ما يؤخذ من سورة الرحمن ، وقيل سبع وعليه ابن عباس جنة عدن وجنة المأوى والفردوس ودار السلام ودار الجلال وجنة النعيم وجنة الخلد . قوله : ( حدائق ) جمع حديقة وهي الروضة الحسنة . قوله : ( ذات أشجار ومساكن ) أي موجودات فيها الآن ومع ذلك تقبل الزيادة ، فالجنة تامة فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين ، ومع ذلك أرضها واسعة طيبة تقبل الزيادة . قوله : ( أي تحت أشجارها ) أي على وجه الأرض بقدرة الله فلا تبلي فرشاً ولا تهدم بناء ولا تقطع شجراً . قوله : { ٱلأَنْهَٰرُ } يحتمل أن تكون ال للعهد والمراد بها ما ذكر في سورة القتال بقوله تعالى : { فِيهَآ أَنْهَارٌ مِّن مَّآءٍ غَيْرِ ءَاسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى } [ محمد : 15 ] . قوله : ( أي المياه فيها ) أي الأنهار وأشار بذلك إلى أن في الجنة حفراً كأنهار الدنيا ، وقيل لم يوجد في الجنة حفر تجري فيها المياه بل تجري على وجه الأرض . قوله : ( والنهر الموضع ) أي بحسب الأصل اللغوي . قوله : ( وإسناد الجري إليه مجاز ) أي عقلي أو الإسناد حقيقي ، وإنما التجوز في الكلمة من إطلاق المحل وإرادة الحال فيه . قوله : { كُلَّمَا رُزِقُواْ } ظرف لقوله قالوا : قوله : { مِن ثَمَرَةٍ } أي نوعها : قوله : ( أي مثل ما ) الأولى حذف وما تقدم مثل على الذي وأتى بمثل دفعاً لما يتوهم من قولهم ( هذا الذي رزقنا من قبل ) إنه عينه وذلك مستحيل لأنه قد أكل والمعنى أن الله قادر على صنع طعام متحد اللون مختلف الطعام واللذة . فإذا رأوه قالوا : ( هذا الذي رزقنا من قبل بحسب ما رأوا من اتحاد اللون ، فإذا أكلوه علموا عدم الإتحاد . قوله : ( أي قبله في الجنة ) أشار بذلك إلى رد ما قيل إن المراد بقوله من قبل في الدنيا وقوله : { وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَٰبِهاً } أي يشبه ثمر الدنيا في الصورة . قوله : ( جيئوا بالرزق ) أي يأتي به الولدان والملائكة والمراد بالرزق المرزوق أي المأكول . قوله : ( وغيرها ) أي نساء الدنيا فقد ورد أن نساء الدنيا يكن أجمل من الحور العين ، وقد ورد أن كل رجل يزوج بأربعة آلاف بكر وثمانية آلاف أيم ومائة حوراء . قوله : ( وكل قذر ) أي كالنفاس والبصاق والمخاط وليس في الجنة إنزال ولا حمل ولا ولادة وليس الأكل والشرب عن جوع وظمأ . قوله : ( لا يفنون ) أي ولا يمرضون ولا تبلى ثيابهم ولا يفنى شبابهم . قوله : ( ولا يخرجون ) أي لقوله تعالى : { وَمَا هُمْ مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ } [ الحجر : 48 ] . قوله : ( ونزل رداً ) فاعل نزل جملة ( إن الله لا يستحي ) قصد لفظها ورداً بمعنى جواباً مفعول لأجله أو حال من فاعل نزل ، وقوله لما : ( ضرب الله المثل ) ظرف للقول ومقول القول قوله : ماذا أراد الله إلخ وقوله : ( بالذباب ) الباء للتصوير وهو متعلق بضرب وجواب استفهامهم قوله تعالى : { يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً } [ البقرة : 26 ] قوله : ( في قوله ) أي تعالى وحذفها للاختصار وحذا بقية المثلين قوله : ( بذكر هذه الأشياء الحسنة ) أي مع أنه عظيم وقالوا أيضاً إن الواحد منا يستحي أن يضرب المثل بالشيء الخسيس فالله أولى وجعلوا ذلك ذريعة لإنكار كونه من الله .