Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 268-270)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { ٱلشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ } أي يخبركم بأسباب الفقرة ويجعله بين أعينكم . قوله : ( البخل ) قال بعضهم الفحشاء في القرآن جميعه معناه الزنا إلا هذه فمعناها البخل ، والمعنى يغويكم ويخبركم بأمور يتسبب عنها البخل فيترتب على ذلك مطاوعتكم له كمطاوعة المأمور للآمر ، وسمي إخبار الشيطان بالفقر وعد مع أنه وعيد لأنه شر مشاكلة لقوله : { وَٱللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً } . قوله : ( خلفاً منه ) ورد " أن الله بعث ملكين أحدهما ينادي : اللهم أعط منفقاً خلفاً والآخر ينادي اللهم أعط ممسكاً تلفاً " وفي الحديث أيضاً " إن للشيطان لمة بابن آدم وللملك لمة به ، فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق ، وأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق ، فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله فليحمد الله ، ومن وجد الأخرى فليتعوذ من الشيطان ثم قرأ الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء " أخرجه الترمذي . قوله : ( بالمنفق ) يقرأ بصيغة اسم الفاعل أي بنية الشخص المنفق ، وبصيغة اسم المفعول أي بالشيء المنفق . قوله : ( العلم النافع الخ ) هذا هو أصح الأقوال وأولاها بالصواب وفي تفسيرها أقوال كثيرة : قيل النبوة ، وقيل المعرفة بإحكام القرآن ، وقيل الفهم فيه ، وقيل الإصابة في القول والفعل ، وقيل الفقه في الدين مطلقاً ، وقيل خشية الله ، وقيل القرآن لما ورد " إذا أراد الله إنزال العذاب بقوم سمع تعليم صبيانهم الحكمة رفعه عنهم " ويشهد لما قاله المفسر حديث " لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الخير ، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها للناس " قوله : ( المؤدي إلى العمل ) أي وأما شقشقة اللسان التي لم تورث القلب خشية لا تسمى حكمة بل يعذب الإنسان على ذلك ويبعث جاهلاً ، قال الإمام الشافعي : @ إذا لم يزيد علم الفتى هدى وسيرته عدلاً وأخلاقه حسنا فبشره أن الله أولاه نقمة ينكل بها من قبل من عبد الوثنا @@ نسأل الله السلامة . قوله : ( فيه إدغام التاء في الأصل الخ ) أي فإن أصله يتذكر قلبت التاء دالاً ثم أعجمت وأدغمت في الذال . قوله : ( أصحاب العقول ) أي الكاملة السالمة من شوائب النقص . قوله : فوفيتم به ) أشار بذلك إلى أن في الآية حذف العاطف والمعطوف ، لأن المجازاة لا تترتب إلا على الوفاء بالنذر لا على نفس النذر . قوله : { فَإِنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُهُ } دليل الجواب ، وقدر المفسر الجواب ، بقوله : ( فيجازيكم عليه ) . قوله : { مِنْ أَنْصَارٍ } من صلة ، والأنصار الأعوان .