Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 55-57)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { لَن نُّؤْمِنَ لَكَ } أي لن نصدقك في أن المخاطب لنا ربنا . قوله : ( الصيحة ) قيل صاح عليهم ملك ، وقيل نزلت عليهم نار فأحرقتهم ، وجمع بأنه أصابهم كل منهما . قوله : { وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ } أي فماتوا مترتبين واحداً بعد واحد ومكثوا ميتين يوماً وليلة والحي ينظر للميت . قوله : ( ما حل بكم ) إشارة إلى مفعول تنظرون قوله : { ثُمَّ بَعَثْنَٰكُم } أي واحداً بعد واحد لتعتبروا وهذا الموت حقيقي وإنما أحيوا بشفاعة موسى ليستوفوا آجالهم المقدرة لهم ، وما ذكره المفسر من أن السائل لرؤية الله جهرة هم السبعون المختارون للمناجاة أحد طريقتين والثانية أن السائل غيرهم ، وأما المختارون فصعقوا من هيبة الله ولم يسألوا رؤية ولم يكن منهم انكار ، فتضرع موسى لربه وقال رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا ، فأحياهم الله بعد ذلك ، ويشهد لذلك ما في آية النساء فإن ما فيها يدل على أن طلب الرؤية كان قبل عبادة العجل . وأما السبعون المختارون للمناجاة فكانوا بعد عبادة العجل قال تعالى في سورة النساء : { فَقَالُوۤاْ أَرِنَا ٱللَّهَ جَهْرَةً } [ النساء : 153 ] الآية ، وأما ما هنا فالواو لا تقتضي ترتيباً ولا تعقيباً فإن ما هنا بصدد تعداد ما قالوا ، ويشهد لذلك أيضاً أنه عبر في جانب من طلب الرؤية بالصاعقة وهي أخذة غضب ، وفي جانب من يسمع الكلام بالرجفة وهي أخذة هيبة ، ولا تقتضي الغضب إذ علمت ذلك ، فما مشى عليه المفسر مشكل من وجوه والأقرب الطريقة الثانية . قوله : ( سترناكم بالسحاب ) حاصلة أن الله أوحى إلى موسى أن في أريحا قوماً جبارين فتجهز لقتالهم ، فخرج في ستمائة ألف فلما وصل التيه واد بين الشام ومصر وقدره تسعة فراسخ مكثوا فيه أربعين سنة متحيرين ، وكانوا يبتدئون السير من أول النهار فإذا جاء الليل وجدوا أنفسهم في المبتدأ وهكذا ، وسيأتي بسطة في المائدة ، ومات هارون قبل موسى بسنة وكانت بالتية ، ولما توفي هارون وذهب موسى لدفنه أشاعوا أنه قتل أخاه فذهب إلى قبره ودعاهم وسأله عن سبب موته فبرأه ، ولما حضرت موسى الوفاة تمنى أن يدفن بمحل قريب من الأرض المقدسة قدر رمية الحجر فأجابه الله ، ثم لما مات ومات كبارهم نبئ يوشع بن نون عليهم فوقفوا بعد تمام الأربعين سنة لقتال الجبارين ، فتوجه مع من بقي من بني إسرائيل فكان النصر على يديه . قوله : ( الترنجين ) شيء يشبه العسل الأبيض وقيل هو هو . قوله : ( والطير السمانى ) أي بإرسال ريح الجنوب به ، قيل كان يأتيهم مطبوخاً ، وقيل كانوا يطبخونه بأيديهم ، قيل هو الطير المعروف وقيل طير يشبهه . قوله : { كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ } أي مسلتذات الذي رزقناكموه ، فما اسم موصول وما بعده صلة والعائد محذوف ، ويصح أن تكون نكرة والجملة بعدها صفة ، وأن تكون مصدرية والجملة صلتها ولم تحتج إلى عائد ويكون المصدر واقعاً موقع المفعول أي من طيبات مرزوقنا . قوله : ( فقطع عنهم ) هذا أحد تفسيرين أن القطع بسبب الإدخار ، وقيل إن القطع بسبب تمني غيره كما يأتي في قوله تعالى : { وَإِذْ قُلْتُمْ يَٰمُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ } [ البقرة : 61 ] . قوله : { وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ } جمع في هذه الآية وآية الأعراف بين لكن وكانوا واقتصر على لكن ، ولم يذكر كانوا في آل عمران ، لأن ما هنا والأعراف حكاية عن بني إسرائيل ، وأما آل عمران فمثل ضربه الله فهو مستمر إلى الآن فناسب عدم التعبير بكان .