Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 105-111)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { أَنَّ ٱلأَرْضَ } مفعول { كَتَبْنَا } . قوله : ( عام في كل صالح ) أي من هذه الأمة وغيرها من الأمم ، والمراد بالصلاح الموت على الإيمان ، والمعنى أن المؤمنين يرثون الجنة ، ويتنعمون بها على قدر أعمالهم ، وعبر بالميراث لأنه لملك مستمر يأتي من غير تكسب ، وأما من مات على الكفر ، فليس له في الجنة نصيب ، لأن الجنة عزيزة عند الله فلا يعطيها لأعدائه ، وأما الدنيا فقط تعطى للكافر ، لعدم عزتها عنده ، لما في الحديث : " لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ، ما سقى الكافر منها جرعة ماء " ومعناه : لو كان للدنيا قدر عند الله لبقيت ببقائه ، ولو كانت باقية ، ما نعم الكافر فيها لهوانه عليه ، فقدر الله في الأزل ، أن الدنيا فانية زائلة لا قدر لها عنده ، فنعم فيها الكفار . قوله : ( كفاية في دخول الجنة ) أي من حيث إنه يوصل لمراضي الله تعالى في الدنيا ويؤنس صاحبه في القبر ، ويوضع في الميزان ، ويرقى به في درجات الجنة . قوله : ( عاملين به ) أي ممتثلين أوامره مجتنبين نواهيه . قوله ( أي للرحمة ) أشار بذلك إلى أن { رَحْمَةً } منصوب معلى أنه مفعول لأجله ، ويصح أن يكون منصوباً على الحال ، أي أنه نفس الرحمة لما ورد : أن الأنبياء خلقوا من الرحمة ، ونبينا عين الرحمة ، أو على حذف مضاف ، أي ذا رحمة أو راحماً ، لما في الحديث : " إنما أنا رحمة مهداة " . قوله : ( الإنس والجن ) أي براً وفاجراً ، مؤمناً وكافراً ، لأنه رفع بسببه الخسف والمسخ وعذاب الاستئصال ، ورحمة أيضاً ، من حيث أنه جاء بما يرشد الخلق إلى السعادة العظمى ، فمن آمن فهو رحمة له دنيا وأخرى ، ومن كفر فهو رحمة له في الدنيا فقط . قوله : { قُلْ إِنَّمَآ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ } اعلم أن في هذه الآية قصرين ، الأول قصر الصفة على الموصوف ، والثاني بالعكس ، والمعنى كما قال المفسر : ( ما يوحى إلي في أمر الإله إلا اختصاصه بالوحدانية ) ففيه رد على الكفرة الذين يعبدون غير الله . قوله : ( بمعنى الأمر ) أي فالمراد منه التحضيض على الإسلام ، لا الاستفهام عنه . قوله : ( أعلمتكم بالحرب ) أي أنذرتكم به ، والمراد بالحرب محاربته هو وأصحابه لهم ، والمعنى أعلمتكم بأني محاربكم ، والحال أني وأنتم مستوون في العلم بنقض الصلح ، لئلا أنسب للغدر المذموم فاعله . قوله : ( لتتأهبوا ) أي لتستعدوا وتتهيأوا له ، وهو علة للنفي لا للمنفي ، فالمعنى لا أستبد به ، بل أعلمكم للتتأهبوا . قوله : { وَإِنْ أَدْرِيۤ أَقَرِيبٌ أَم بَعِيدٌ مَّا تُوعَدُونَ } أي لا أدري الوقت الذي يحل بكم العذاب فيه ، وإنما علمه موكول إلى الله . والمراد بالعذاب تعذيبه إياهم بحربه في الدنيا . وقوله : ( أو القيامة ) أي تعذيبهم بالنار . قوله : { إِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلْجَهْرَ مِنَ ٱلْقَوْلِ } أي ما تقولونه جهراً مما لا يليق . قوله : ( والفعل ) أشار بذلك إلى أن في الآية اكتفاء . قوله : ( أي ما أعلمتكم به ) أي وهو تأخير العذاب عنهم في الدنيا . قوله : ( اختيار ) { لَّكُمْ } أي معاملتكم معاملة المختبر . قوله : ( وهذا مقابل للأول ) الخ ، حاصله أن قوله : { لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَّكُمْ } محتمل للوقوع وعدمه ، وأما قوله : { وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ } فهو محقق الحصول ، والأحسن أن يجعل قوله : { وَمَتَاعٌ } خبر المحذوف تقديره وهذا متاع إلى حين ، أي وتأخير عذابكم متاع ، أي تمتع لكم إلى وقت فراغ الأجل ، والجملة مستأنفة . قوله : ( وفي قراءة قال ) أي وهي سبعية أيضاً ، فالأول أمر ، والثانية إخبار عن مقالته .