Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 1-3)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { إِنَّ زَلْزَلَةَ ٱلسَّاعَةِ } الخ ، تعليل للأمر بالتقوى ، والمعنى اتقوا ربكم لتأمنوا من المخاوف ، فإن من دخل حضرته أمن من كل ما يزعج ، قال تعالى : { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ } [ الدخان : 51 ] وإضافة زلزلة الساعة ، من إضافة المصدر لفاعله ، والمفعول محذوف تقديره الأرض ، وإسناد الزلزلة للساعة مجاز عقلي لأنها مقدماتها ومن علاماتها الكبرى ، لما روي في حديث الصور : " إنه قرن عظيم ، ينفخ فيه ثلاث نفخات ، نفخة الفزع ، ونخفة الصعق ، ونخفة القيام لرب العالمين ، وإن عند نفخة الفزع ، يسير الله الجبال وترجف الراجعة ، تتبعها الرادفة ، قلوب يومئذ واجفة ، وتكون الأرض كالسفينة تضربها الأمواج ، كالمناديل المعلق تحركه الرياح " . قوله : ( أي الحركة الشديدة ) أي وتكون تلك الحركة في نصف رمضان . قوله : ( التي يكون بعدها طلوع الشمس من مغربها ) أشار المفسر بذلك ، إلى أن تلك الزلزلة ، تكون في الدنيا قبل طلوع الشمس من مغربها ، ويقوي هذا القول قوله تعالى : { يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّآ أَرْضَعَتْ } الآية ، والرضاع والحمل إنما هو في الدنيا ، وقيل تكون في النفخة الأولى ، وقيل تكون مع قيام الساعة عند النفخة الثانية ، وحينئذ يكون قوله : { تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ } مبالغة ، أي إن الزلزلة ، من شدة هولها وعظمة شأنها ، أن تذهل كل مرضعة ، عن ولدها . قوله : { كُلُّ مُرْضِعَةٍ } ( بالفعل ) والمعنى مباشرة للإرضاع . قوله : { عَمَّآ أَرْضَعَتْ } يصح أن تكون ما مصدرية ، أي عن إرضاعها ، ويصح أن تكون ما موصولة ، أي عن الذي أرضعته . قوله : { كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ } هو بفتح الحاء ، ما كان في بطن أو على رأس شجرة ، وأما الحمل بكسر الحاء ، فهو ما يحمل على الظهر . قوله : { وَلَـٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِيدٌ } استدراك على محذوف تقديره : فهذه الأحوال ليست شديدة ولكن عذاب الله الخ فيما بعد ، لكن مخالف لما قبلها ، وهاتان الآيتان قيل : نزلتا في غزوة بني المصطلق ليلاً ، فنادى رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس حتى كانوا حوله ، فقرأهما عليهم ، فلم ير باكياً أكثر من تلك الليلة ، فلما أصبحوا لم يحطوا السروج عن الدواب ، ولم يضربوا الخيام ، ولم يطبخوا ؛ والناس من بين باك وجالس حزين متفكر . قوله : { مَن يُجَادِلُ فِي ٱللَّهِ } أي في قدرته وصفاته العظيمة . قوله : { بِغَيْرِ عِلْمٍ } حال من فاعل يجادل . قوله : ( وأنكر البعث ) أي حيث قالوا : { أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ } [ المؤمنون : 82 ] . قوله : { مَّرِيدٍ } أي عات ، والمراد : إما رؤساء الكفرة الذين يدعون من دونهم إلى الكفر ، وإما إبليس وجنوده ، وهو الأقرب لقوله في الآية الأخرى : { إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُواْ حِزْبَهُ لِيَكُونُواْ مِنْ أَصْحَابِ ٱلسَّعِيرِ } [ فاطر : 6 ] .