Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 24, Ayat: 36-37)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { فِي بُيُوتٍ } المراد بها جميع المساجد ، وقيل خصوص مساجد أربع : الكعبة ومسجد المدينة وبيت المقدس وقباء ، لأنه لم يبنها إلا نبي ، فالكعبة بناها إبراهيم وإسماعيل ، وبيت المقدس بناه داود وسليمان ، ومسجد المدينة وقباء بناهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والأقرب الأول ، لأن العبرة بعموم اللفظ . قوله : ( يتعلق بيسبح الآتي ) أي سواء قرئ ببنائه للفاعل أو المفعول ، وكرر الظرف وهو قوله فيها اعتناء بشأن المساجد ، لما ورد : بيوت الله في الأرض تضيء لأهل السماء ، كما تضيء النجوم لأهل الأرض ، ويصح أن يكون متعلقاً بمحذوف دل عليه قوله : { يُسَبِّحُ } والتقدير سبحوا ربكم في بيوت ، وعلى هذين فالوقف على عليم ، ويصح أن يكون الجار والمجرور صفة لمشكاة أو لمصباح أو لزجاجة ، أو متعلق بتوقد ، وعلى هذه الأربعة لا توقف على عليم . قوله : { أَذِنَ ٱللَّهُ } أي أمر ، والجملة صفة لبيوت ، و { أَن } وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بالباء المقدرة ، والتقدير أمر الله برفعها . قوله : ( تعظم ) أي حساً ومعنى ، فالتعظيم الحسي رفعها بالبنيان المتين الحسن ، مساوياً لبنيان البلد أو أعلى ، ولا منافاة بين هذا ، وقوله عليه الصلاة والسلام : " إذا ساء عمل قوم زخرفوا مساجدهم " لأن المنهي عنه الزخرفة والتزويق ، لا حسن البنيان واتقانه ، ومن التعظيم الحسي ، تطهيرها من الأقذار والنجاسات ، قال القرطبي : كره بعض أصحابنا تعليم الصبيان في المساجد ، لأنهم لا يتحرزون عن الأقذار والأوساخ ، فيؤدي ذلك إلى عدم تنظيف المساجد ، وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتنظيفها وتطييبها فقال : " جنبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينيكم وسل سيفوكم وإقامة حدودكم ورفع أصواتكم وخصوماتكم ، وجمروها في الجمع واجعلوا لها على أبوابها المطاهر " . والتعظيم المعنوي بترك اللهو واللعب الحديث الدنيوي ، وغير ذل بما لا ينبغي . قوله : { وَيُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُ } أي بأي ذكر كان . قوله : ( بفتح الموحدة وكسرها ) أي فهما قراءتان سبعيتان ، فعل الفتح يكون نائب الفاعل أحد المجرورات الثلاث ، والأول أولى ، ولذا اقتصر عليه المفسر ، و { رِجَالٌ } فاعل فعل محذوف ، أو خبر لمحذوف تقديره يحسبه أو المسبح ، وعليه فالوقف على { ٱلآصَالِ } وعلى الكسر ، فرجال فاعله ، ولا يوقف على { ٱلآصَالِ } . قوله : ( أي يصلي ) فسر التسبيح بالصلاة لاشتمالها عليه ، واختلف في المراد بالصلاة ، فقيل المراد الصبح في الغدو ، وباقي الخمس في الآصال ، وقد أشار لهذا المفسر بقوله : ( من بعد الزوال ) وقيل المراد صلاة الصبح والعصر لما قيل : إنهما الصلاة الوسطى . قوله : ( مصدر ) أي في الأصل ، أما هنا فالمراد منه الأزمنة . قوله : ( أي البكر ) أي وهي أوائل النهار ، وقوله : ( العشايا ) هي أواخر النهار . قوله : { رِجَالٌ } خصوا بالذكؤ ، لأن شأنهم حضور المساجد للجمعة والجماعة . قوله : ( شراء ) خص التجارة بالشراء ، وإن كان لفظ التجارة يقع على البيع أيضاً لذكره البيع بعده ، وقيل المراد بالتجارة حقيقتها ، ويكون خص البيع بالذكر ، لأن الاشتغال به أعظم ، لكون الربح الحاصل من البيع ناجزاً محققاً ، والربح الحاصل من الشراء مشكوك فيه مستقبل فلا يكاد يشغله . قوله : { عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ } أي عن حقوق الله صلاة أو غيرها ، فقوله : { وَإِقَامِ ٱلصَّلاَةِ وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَـاةِ } من ذكر الخاص بعد العام اعتناء بشأنهما ، فإن المواظب عليهما كامل الإيمان . قوله : { وَإِقَامِ ٱلصَّلاَةِ } أي أدائها في أوقاتها بشروطها وأركانها وآدادبها . قوله : { يَخَافُونَ يَوْماً } أي هؤلاء الرجال ، وإن أكثروا الذكر والطاعات ، فإنهم مع ذلك وجلون خائفون من الله سبحانه وتعالى ، لعلمهم بأنهم ما عبدوه حق عبادته . قوله : ( بين النجاة والهلاك ) راجع لتقلب القلوب ، وقيل معنى تقلب القلوب ، ارتفاعها إلى الحناجر ، فلا تنزل ولا تخرج من شدة الهول . قوله : ( بين ناحية اليمين والشمال ) وقيل تقلب الأبصار ، شخوصها من هول الأمر وشدته .