Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 139-140)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَلاَ تَهِنُوا } هذا من جملة التسلية للنبي وأصحابه ، وأصله توهنوا حذفت الواو لوقوعها بين عدوتيها . " وسبب ذلك أنه لما حصلت التفرقة لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد وقتل منهم سبعون وجرح منهم ناس كثيرون ، وقتل من الكفار نيف وعشرون وجرح منهم ناس كثيرون ، قال أبو سفيان رئيس الكفار منادياً للنبي وأصحابه أفي القوم محمد ثلاث مرات فنهى القوم أن يجيبوه ، فقال أفي القوم ابن أبي قحافة ثلاث مرات ثم قال أفي القوم عمر بن الخطاب ثلاث مرات ، ثم رجع إلى أصحابه فقال أما هؤلاء فقد قتلوا ، فما ملك عمر نفسه فقال كذبت والله يا عدو الله ، إن الذين عددت أحياء كلهم وقد بقي لك ما يسوءك ، ثم أخذ أبو سفيان يرتجز بقوله : أعل هبل أعل هبل . فقال عليه الصلاة والسلام ألا تجيبوه قولوا : الله أعلى وأجل . قال أبو سفيان : إن لنا عزى ولا عزى لكم . فقال عليه الصلاة والسلام قولوا : الله مولانا ولا مولى لكم " . وفي رواية قال أبو سفيان : يوم بيوم وإن الأيام دول والحرب سجال ، فقال عمر : لا سواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار ، ثم أمر النبي أصحابه جميعاً بالإقبال على قتال الكفار ثانياً فصار الجريح منهم يزحف على الركب ، ووقع الحرب بينهم وباتت الهزيمة على الكفار ، فنزلت الآية تسلية للنبي وأصحابه . وقوله : { وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ } أصله الأعلون استثقلت للضمة على الواو فحذفت ثم تحركت الواو وانفتح ما قبلها قلبت الفاً فالتقى ساكنان حذفت الألف لألتقائهما وبقيت الفتحة لتدل عليها . قوله : ( مجموع ما قبله ) أي وهو قوله ولا تهنوا ولا تحزنوا . قوله : ( بفتح القاف وضمها ) أي فهما قراءتان سبعيتان ، وجواب الشرط محذوف تقديره فلا تحزنوا ، وقوله : { فَقَدْ مَسَّ ٱلْقَوْمَ } إلخ مفرع عليه . قوله : ( ببدر ) أي فكانت الغلبة فيه للمؤمنين من أوله إلى آخره ، وقال بعضهم بل في أحد أيضاً ، لأن الغلبة آخراً كانت للمؤمنين ، وأما غزوة بدر فكانت للمؤمنين خاصة . قوله : { نُدَاوِلُهَا } المداولة نقل الشيء من واحد لآخر ، والمعنى إنما جعلنا الأيام دولاً بين الناس يوماً للكفار ويوماً للمسلمين لتتعظوا وليعلم الله إلخ . قوله : ( علم ظهور ) جواب عن سؤال مقدر حاصله أن علم الله قديم لا يتجدد فكيف ذلك ؟ فأجاب : بأن المراد ليظهر متعلق عمله بتمييز المؤمن من غيره ، والمعنى أن نصرة الكافر تارة ليست لمحبة الله له ، بل ليتميز المؤمن من المنافق وليتخذ منكم شهداء ، وإلا فالله لا يجب الكافرين . قوله : ( أي يعاقبهم ) تفسير لعدم محبة الله للظالمين . قوله : ( وما ينعم به عليهم استدراج ) جواب عن سؤال مقدر تقديره إنا نرى الله ينصرهم تارة وينعم عليهم بالدنيا وزينتها ، فأجاب بأنها نقم في صورة نعم .