Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 75-76)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَمِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَٰبِ } شروع في بيان قبائحهم في أمور الدنيا ، بعد أن ذكر قبائحهم في أمور الدين ، والجار والمجرور خبر مقدم ، ومن اسم موصول أو نكرة موصوفة مبتدأ مؤخر ، وقوله : { إِن تَأْمَنْهُ } ويؤده جملة شرطية إما صلة أو صفة ، وراعى في افراد الضمير في تأمنه لفظ من ، ولو راعى معناها لقال تأمنهم . قوله : ( أي بمال كثير ) أشار بذلك إلى بيان شأن هذا المؤتمن ، وإن كان سبب النزول في قنطار حقيقة ، فالمقصود بيان شرفه من جهة الأمانة فلا مفهوم للقنطار ، بل لو ائتمن على قناطير متعددة لم يخنه فيها . قوله : { يُؤَدِّهِ } يقرأ بالسكون وبالكسر مع الأشياء وتركه فهي ثلاث سبعيات . قوله : ( أودعه رجل ) أي قرشي . قوله : { بِدِينَارٍ } أصله دننار بنونين قلبت الأولى ياء دفعاً للثقل ، والباء في قوله بدينار وبقنطار بمعنى في وهو على حذف مضاف ، في حفظ قنطار ، وفي حفظ دينار ، ويصح أن تكون بمعنى على لتعدي الأمانة بها في القرآن كثيراً ، نحو لا تأمنا على يوسف ، هل آمنكم على عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل ، والدينار أربعة وعشرون قيراطاً ، والقيراط وزنه ثلاث شعيرات ، فوزن الدينار بالشعير اثنتان وسبعون شعيرة . قوله : { إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِماً } ما مصدرية ظرفية ودام فعل ماض والتاء اسمها وقائماً خبرها ، إلا مدة دوامك قائماً عليه ، والمعنى لا يؤده إليك في حال من الأحوال ، إلا في حال ملازمتك له وإشهادك عليه قوله : ( فجحده ) أي أنكره . قوله : ( أي بسبب قولهم ) أشار بذلك إلى أن الباء سببية وأن ما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بالباء . قوله : ( أي العرب ) أي وغيرهم ممن ليس من أهل كتابهم . قوله : ( لاستحلالهم ظلم من خالف دينهم الخ ) روي أنهم قالوا نحن أبناء الله وأحباؤه ، وجميع ما في الأرض ملك لأبينا ، وأولاد السيد يتصرفون في ملك أبيهم ، وقيل إنهم قالوا : المال لنا وظلمنا فيه العرب ، وقيل : إنهم قالوا إن الله أباح لنا مال من خالف ديننا ، وادعوا أن ذلك في التوراة . ورد أن النبي لما قالوا ذلك قال : " كذبوا ما من شيء إلا وهو تحت قدمي ، يعني منسوخ ، ما عدا الأمانة فإنها مؤداة للبر والفاجر " . قوله : { وَهُمْ يَعْلَمُونَ } هذا بالنسبة لعلمائهم ، وما عداهم مقلدون لهم في ذلك . قوله : { بَلَىٰ } إضراب إبطالي وهو مغن عن جملة قدرها المفسر بقوله عليهم فيهم سبيل . قوله : { مَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ } جملة مستأنفة مؤكدة للإبطال الأول . قوله : ( الذي عاهد الله عليه ) أي فهم من إضافة المصدر لفاعله ، وقوله : ( أو بعهد الله إليه ) أي فهو من إضافة المصدر لمفعوله ، فكل من العبد والمولى معاهد ومعاهد ، فعهد الله للعبد إثباته ، وعهد العبد لمولاة عدم مخالفته له . قوله : ( من أداء الأمانة الخ ) ورد في الحديث : " خمس من كن فيه كان منافقاً خالصاً ، ومن كان فيه واحدة منهن كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها ، إذا ائتمن خان ، وإذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر " . قوله : ( فيه وضع الظاهر موضع المضمر ) أي وكان مقتضى الظاهر أن يقول فإن الله يحيه ، وفيه أيضاً مراعاة معنى من . قوله : ( لما بدلوا الخ ) شروع في سبب ، نزول الآية وقد ذكره على ثلاثة أوجه . قوله : ( نعت النبي ) من الجماعة الذين بدلوا نعته حيي بن أخطب وكعب من الأشرف . قوله : ( في دعوى ) أي كانت بين رجلين في بئر أحدهما الأشعث بن قيس فاختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال شاهداك أو بيمينه فقال الأشعث بن قيس إذاً يحلف كذباً ولا يبالي ، وقوله : ( أو بيع سلعة ) أي فيمن أراد بيعها وحلف لقد أعطي فيها كذا كاذباً .