Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 84-88)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { قُلْ آمَنَّا } لما تقدم أن الله أمر الأنبياء بالإيمان بمحمد على أرجح التفسيرين ، ذكر هنا أمره بالإيمان وأفرد في قوله قل ، وجمع في قوله آمنا ، لأن النبي هو المخاطب بالوحي والتبليغ فقط ، وأما الإيمان فمخاطب به هو وأتباعه . قوله : { بِٱللَّهِ } أي صدقنا بأن الله متصف بكل كمال ، ومستحيل عليه كل نقص . قوله : { وَمَآ أُنزِلَ عَلَيْنَا } أي وهو القرآن ، وعبر هنا بعلى ، وفي سورة البقرة بإلى ، لأن مادة النزول تتعدى بهما ، غير أنه بالنظر للمبدأ يعدى بعلى كما هنا لأن المخاطب بذلك هو الموحى إليه وهو محمد والأنبياء بعده ، وبالنظر للمنتهى كما في البقرة يعد بإلى لأن المأمور بذلك أمم . قوله : { وَمَآ أُنزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ } إنما صرح بأسماء هؤلاء لأن أهل الكتاب يعترفون بكتبهم ونبوتهم . قوله : { وَإِسْمَاعِيلَ } الخ ، وما أنزل على هؤلاء من الوحي ، وكانوا يتعبدون بشرع إبراهيم بوحي من الله ، وإسماعيل أبو العرب ، وإسحاق أبو العجم ، ويعقوب بن إسحاق ، والأسباط أولاد يعقوب وكانوا اثني عشر رجلاً ، يوسف وإخوته ، ويؤخذ من الآية أنهم أنبياء يجب الإيمان بهم وهو المعتمد ، وما يأتي في سورة يوسف من الوقائع العظيمة الموهمة عدم عصمتهم ، فمؤول بأنهم مأمورون بذلك باطناً من حضرة الله ، كأفعال الخضر عليه السلام ، قال تعالى في حقه : { وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي } [ الكهف : 82 ] ويقال فيهم ما قيل فيه بالأولى ، فإن المعتمد أن الخضر ليس بنبي ، والأسباط أنبياء على المعتمد ، وموافقة ظاهر الشرع إنما تلزم الرسول المشرع فتأمل . قوله : ( أولاده ) أي أولاد يعقوب فهم أسباط لإبراهيم ، بمعنى أولاد بنيه لا بالمعنى المصطلح عليه وهو أولاد البنت . قوله : { وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ } أي من التوراة والإنجيل ومعجزاتهما ، قوله : { وَٱلنَّبِيُّونَ } عطف عام على خاص ، فيجب الإيمان بالنبيين عموماً إجمالاً في الإجمالي ، وتفصيلاً في التفصيلي ، فيجب الإيمان تفصيلاً بخمسة وعشرين نبياً ثمانية عشرة في الأنعام ، ومحمد وآدم وهود وصالح وشعيب وإدريس وذو الكفل ، من أنكر أي واحد منهم بعد علمه فقد كفر ، ويجب الإيمان الإجمالي بما عدا هؤلاء ، ولا يعلم عدتهم إلا الله . قوله : ( بالتصديق والتكذيب ) أي بالتصديق لبعض والتكذيب للبعض الآخر ، كما فعلت اليهود والنصارى . قوله : ( مخلصون في العبادة ) أشار بذلك إلى أن المراد بالإسلام هنا حقيقته وهو الانقياد الظاهري . قوله : ( فيمن ارتد ) أي وهم اثنا عشر أسلموا بالمدينة ، ولحقوا بأهل الكفر في مكة ، منهم الحرث بن سويد الأنصاري ولكنه أسلم بعد ذلك . قوله : { وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ ٱلإِسْلاَمِ } اعلم أن جمهور السبعة على الفك لوجود الفاصل الحكمي وهو الياء التي حذفها الجازم ، لأن المحذوف لعله كالثابت ، وقرأ أبو عمرو في أحد وجهيه بالإدغام نظراً للصورة الظاهرية ، ونظيره في القرآن كل مثلين بينهما فاصل حكمي ففيه الوجهان نحو ( يخل لكم وجه أبيكم ) ( وإن يك كاذبا ) ومن اسم شرط ، ويبتغ فعله ، وغير مفعول ، وديناً تمييز لغير أو بدل منه أو معفول وغير حال لأنه نعت نكرة قدم عليها . قوله : { فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ } أي ولا يقر عليه قوله : { كَيْفَ } استفهام إنكاري بمعنى النفي كما يشير له المفسر بقوله : ( أي ) { يَهْدِي } وقيل إنه استبعادي أي فهداهم مستبعد ، قال العارف البوصيري : @ وإذا البينات لم تغن شيئاً فالتماس الهدى بهن عناء @@ قوله : ( أي وشهادتهم ) أشار بذلك إلى أن الفعل مؤول باسم الذي هو الإيمان . قوله : { وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ } أي حتى أهل النار في النار ، قال تعالى : { كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا } [ الأعراف : 38 ] . قوله : ( أي اللعنة ) أي ومن لوازمها الخلود في النار ، قوله : ( الدلول بها ) أي اللعنة ، وقوله : ( عليها ) أي على النار .